تحف فنيّة من أقلام رصاص

فنان مصري يصنع منحوتات من أسنان الأقلام الرصاص، تتنوع بين تماثيل فرعونية ومعالم مختلفة حول العالم.

  • فنان مصري يحول أسنان الأقلام الرصاص إلى منحوتات
    فنان مصري يحوّل أسنان الأقلام الرصاص إلى منحوتات

على طاولة في منزله بمدينة رشيد الساحلية في محافظة البحيرة شمال القاهرة، عرض الفنان المصري الشاب، إبراهيم بلال، مجموعة متنوعة من منحوتات مصغّرة لتماثيل فرعونية نحتها بعناية ودقة وإبداع من أسنان الأقلام الرصاص.

واستوحى بلال، الفكرة من مشاهدة مقطع فيديو قبل 4 سنوات لفنان صيني ينحت منحوتات صغيرة من أسنان الأقلام الرصاص.

قال الفنان المصري، "لقد استلهمت الفكرة من فنان صيني قام بنحت كرسي على سن قلم رصاص، ثم أخذت الفكرة وبدأت في تطويرها"، مشيراً إلى أن هذا الفن الجديد بدأ منذ حوالى عقدين فقط.

ويعيش بلال في مدينة رشيد بدلتا النيل في مصر، ولذلك كان من بين أولى منحوتاته المصغرة حجر رشيد المعروف عالمياً، وهو نصب يحتوي على مرسوم مكتوب بثلاث لغات قديمة منها الهيروغليفية، وهي اللغة المصرية القديمة، والذي تم اكتشافه في مدينة رشيد وهو محفوظ حالياً في المتحف البريطاني.

ويعشق بلال عمل منحوتات مصغرة لأيقونات مصرية قديمة، مثل القناع الذهبي للفرعون المصري الشاب الملك توت عنخ آمون، والتمثال الجالس للملك أمنحتب الثالث، والتمثال النصفي الشهير للملكة نفرتيتي.

أول مصري يحترف هذا النوع من الفن 

وأضاف الفنان المصري، "أحببت أن أجسد الآثار المصرية القديمة في شكل عصري، وفي نفس الوقت كوني أول مصري يحترف هذا النوع من الفن أحببت أيضا أن أبدأ بتراثنا".

وقام بلال أيضاً بنحت معالم مصرية حديثة مثل برج القاهرة وبعض الشخصيات المصرية الشهيرة منها لاعب كرة القدم المصري ونجم فريق ليفربول البريطاني محمد صلاح.

وصنعت يداه الماهرتان أيضاً منحوتات من أسنان الأقلام الرصاص لمعالم من أماكن مختلفة حول العالم، منها برج خليفة في دبي، وبرج إيفل في باريس، وبرج بيزا المائل في إيطاليا، وغيرها.

  • بلال يستخدم المجهر لنحت الرصاص
    بلال يستخدم المجهر لنحت الرصاص

"ميكروسكوب" للنظر خلال العمل

ويستخدم بلال مجهرا (ميكروسكوب) للحصول على رؤية مكبرة أثناء العمل، وأقلام تقطيع أو ما تسمى بـ "سكينة تفاصيل"، وأقلام رصاص عالية الجودة أغلبها صنع في ألمانيا أو الصين.

ولا يتجاوز حجم المنحوتة 6 ملليمترات ما لم يكن برجاً أو نحو ذلك، ويستغرق العمل في المنحوتة الواحدة 10 ساعات في المتوسط، وقد تستغرق منحوتة أكثر من 40 ساعة من العمل، مثل منحوتته المفضلة لقناع الملك توت عنخ آمون.

وعلى الرغم من تخرجه في كلية الحقوق، إلا أن بلال فنان تشكيلي تعلم الرسم بالدراسة الذاتية ويعطي حاليا دروساً في الرسم للفنانين المبتدئين.

معارض وورش

وبدأ بلال المشاركة في المعارض الفنية منذ عامين، وكان المعرض الأول في متحف الفن الإسلامي، والثاني في دار الأوبرا المصرية أواخر عام 2021، إلى جانب بعض ورش العمل الأخرى والمعارض الخاصة.

وأوضح الفنان المصري، "نحن نستخدم أدوات تكبير مثل العدسات المكبّرة حتى يستطيع الزوار مشاهدة الأعمال المعروضة بالتفصيل دون الحاجة إلى الاقتراب منها كثيراً"، مشيراً إلى أنه تلقى "ردود أفعال إيجابية" من الزوار.

الحفاظ على القطع الفنية

وحرصاً على أعماله الرقيقة والهشة، يقوم بلال بحفظها مؤقتاً داخل أنابيب اختبار بعد لفها في مناديل ورقية.

أما الحفظ الدائم فيكون في مجسم عرض تم تصميمه من الأكريليك والخشب ومزوّد بإضاءة مدمجة من الداخل، بحسب الفنان المصري.

ولا يمانع بلال في عرض أعماله الفنية للبيع طالما أنها تحظى بتقدير العملاء باعتبارها "فريدة ونادرة وذات قيمة".

وختم الفنان المصري، إنه "قلم رصاص، لكن بعد أن صنعت منه مجسماً منحوتاً فقد أصبح عملاً فنيّاً، ويجب التعامل معه كعمل فنيّ وليس كقلم رصاص".