اكتشاف نادر... لوحة أثرية سورية لا مثيل لها في العالم

مدينة الرستن السورية تضم العديد من المواقع الأثرية القديمة التي تعود إلى العصر الروماني، والاكتشاف الأثري الحديث هو عبارة عن لوحة فسيفساء من العصر الروماني.

  •  اكتشاف أثري في الرستن السورية
    اكتشاف أثري في الرستن السورية

أماطت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية اللثام عن اكتشاف أثري نادر تمّ العثور عليه في مدينة الرستن بمحافظة حمص  وسط البلاد.

وأوضحت أن الاكتشاف الأثري هو "عبارة عن لوحة فسيفساء من العصر الروماني لا يوجد لها مثيل في العالم".

مصادر إعلامية قالت إن "اللوحة اكتشفت من قبل مختصين في المديرية العامة للآثار والمتاحف".

واللوحة المكتشفة عبارة عن مشهدين رئيسيين، وفق وصف مديرية الآثار، المشهد الأول هو ثلاثة أطر ودائرة بالمنتصف، فيها رسومات لأخيل مع ملكة الأمازونيات، وتجسيد لهرقليس مع ملكة أمازونيات أخرى، وحول الإطار رسوم لأمازونيات مع ملوك اليونان، وهي إشارة إلى قصة أسطورية معروفة في النصوص الأثرية للملحمة الشعرية “الإلياذة” والتي تتحدث عن حرب الأمازونيات بين طروادة واليونانيين.

وتضم اللوحة أيضاً أسماء ملوك اليونان كافة الذين اتحدوا ضد طروادة، وأسماء الملكات الأمازونيات وبعض الشخصيات التي ذكرتها النصوص الأثرية وشخصيات أخرى لا يوجد لها ذكر في تلك النصوص، وفي اللوحة تمثيل لآلهة الرياح، إضافة إلى فصول العام ورسومات متجهة مع عقارب الساعة.

وتحدثت المديرية عن ترميم بعض الأجزاء الصغيرة المتضررة منها والتي تعرّضت للتخريب سابقاً عندما حاولت الجماعات المسلحة استخراجها بغية تهريبها إلى الخارج.

مواقع أثرية قديمة

تحتوي مدينة الرستن العديد من المواقع الأثرية القديمة التي تعود إلى العصر الروماني ولاسيما القلعة التي تعرضت لأعمال تخريب ونهب وتنقيب غير مشروع عن الآثار من قبل الجماعات المسلحة خلال السنوات الماضية.

وعام 2018 عثرت دائرة آثار حمص بالتعاون مع الجهات المختصة على لوحة فسيفسائية تعود إلى الفترة الكلاسيكية في العهد الروماني داخل أحد أحياء مدينة الرستن شمال مدينة حمص بنحو 20 كم.

سد الرستن الذي بناه عبد الناصر

وذكر رئيس دائرة آثار حمص حسام حاميش يومها أن خبراء دائرة الآثار عثروا بناء على معلومات من الجهات المختصة على لوحة فسيفسائية في أرضية أحد المنازل بحيّ القلعة في مدينة الرستن.

  • لقطة أرشيفية لسد الرستن
    لقطة أرشيفية للجسر الأثري

والرستن  التي تسمى باليونانية "أريتوزا" وتعني "ربة النهر"، مدينة سورية تابعة لمحافظة حمص تقع شمال المدينة (20 كم) وجنوب مدينة حماة (21 كم).

وهي تقع في نقطة جغرافية إستراتيجية حيث إن جسرها الكبير يربط شمال سوريا بجنوبها وهو يختصر مسافة ساعتين بالسيارة.

سهول الرستن تمتد من الحولة غرباً إلى البادية شرقاً، وفيها يقع  السد الذي بناه  الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إبّان الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958، وهو يعتبر ثاني اكبر سد في سوريا بعد سد الفرات بسعه 260 مليون متر مكعب.

ويعود تاريخ المدينة إلى النصف الثاني من الألف الثانية قبل الميلاد، فقد عثر فيها على نقش هيروغليفي يعود إلى تلك الحقبة.

بلغت الرستن أوج ازدهارها في العهد البيزنطي، حيث كانت إحدى الأسقفيات التابعة لبطركية أنطاكية، في حين كانت تابعة إدارياً إلى "فينيقيا الثانية" التي كانت حمص مركزاً لها، وتضم دمشق وتدمر وبعلبك.

وبحسب المعطيات التاريخية، وقعت الرستن تحت النفوذ الروماني عام 64 قبل الميلاد أيام القائد الروماني بومبي. وهي من المدن الغنية بمعالم سياحية وآثار قديمة تعود إلى عهود القدماء من الكنعانيين والآراميين، مروراً بالعهد الروماني والإسلامي والعصر الحديث.

تمتاز الرستن بالطبيعة الخلابة جداً حيث يلتف نهر العاصي حول المدينة من جهة الغرب والشمال.

مبنى أثري تحت الماء!

وأدّى التراجع الكبير في المخزون المائي لسد "الرستن" عام 2017، الذي يعد أكبر سدود المنطقة الوسطى في سوريا (250 مليون م٣)، إلى ظهور مبنى أثري، يعود لفترة الانتداب الفرنسي.

البناء كان مخصصاً لتوليد الطاقة الكهربائية من نهر العاصي، وقد بناه الفرنسيون قبل نحو قرن من الزمن، وعندما تم بناء السد، في خمسينات القرن الماضي غمرته مياه السد، ليعود ويظهر من جديد، ولأول مرة بعد عشرات السنين من اختفائه، عقب انخفاض مياه السد إلى ما دون الحجم الميّت في الصيف الماضي.

  • تراجع مستوى الماء يكشف عن مبنى أثري في سد الرستن
    تراجع مستوى الماء يكشف عن مبنى أثري في سد الرستن

وأشارت المصادر الأهلية إلى أن البناء يقع قرب "دير مار مارون" الشهير، حيث أكد الباحث الأثري "عبد الرحمن أيوب" ابن مدينة "الرستن"، أن "دير مار مارون" يقع في "خربة البللور"، على الجانب الشرقي الجنوبي من البحيرة .