المكسيك: مقتل العشرات في انقلاب شاحنة تقل مهاجرين

السلطات المكسيكية تحدد هوية 54 شخصاً من المهاجرين الذين لقوا حتفهم أمس الخميس في ولاية تشياباس الجنوبية والتي تعد نقطة عبور رئيسية إلى الولايات المتحدة الأميركية.

  • جانب من حادث الشاحنة في المكسيك
    جانب من حادث الشاحنة في المكسيك

حدتت السلطات المكسيكية اليوم الجمعة هوية 54 شخصاً لقوا حتفهم في انقلاب شاحنة تقل مهاجرين في ولاية تشياباس الجنوبية، والتي تعد نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة.

ومن غير الواضح حتى الآن عدد الأشخاص الذين كانوا في الحافلة عندما انقلبت قرب توستلا غوتييريس، عاصمة ولاية تشياباس. وجُرِح "أكثر من 100 في الحادث غالبيتهم من الرجال"، وفق ما أعلن مسؤولون اليوم الجمعة.

وإلى جانب الجثث التي لُفت بأقمشة بيضاء وصُفّت على جانب الطريق، كان بعض الناجين ينتظرون، وهم ينزفون، تلقي العناية الطبية متحاملين على آلامهم بعد مأساة الخميس.

وأفاد مسؤولون أن "المهاجرين من غواتينالا وهندوراس والاكوادور وجمهورية الدومينيكان والمكسيك".

وقالت فرق الإسعاف إن "المهاجرين كانوا مكدسين في مقطورة الشاحنة". فيما أفاد شهود وكالة "فراس برس" أن "الشاحنة الثقيلة اصطدمت بجدار بسرعة كبيرة وانقلبت".

وروى إيسايس دياس الذي وصل إلى المكان بعد دقائق من وقوع المأساة أنه "كان هناك الكثير من الناس على الأرض، بعضهم كان قد فارق الحياة. حاولنا مع أشخاص آخرين أن نقوم بما في وسعنا لإنقاذ الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة".

وأضاف  أنه "رأى 5 إلى 6 أطفال جرحى، وأشخاصاً مع إصابات في الرجلين والرأس والعنق.. أينما كان". وأفاد شهود آخرون أن "سائق الشاحنة وشخصاً برفقته، وقد غطتهما الدماء، لاذا بالفرار وهما يترنحان بعد الحادث".

وأخرج أبناء من بلدة "إل ريفوخيو" حيث وقع الحادث "جثثاً عدة من الشاحنة وغطوها بشراشف بيضاء بانتظار فرق الإسعاف، واعطوا هواتفهم للناجين للاتصال بعائلاتهم"، حسب ما أفادت مراسلة وكالة "فرانس برس".

وأفادت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في مكسيكو أن "الشاحنة كانت تقل أكثر من 100 شخص من جنسيات مختلفة". وقال المدير العام للدفاع المدني في المنطقة لويس مانويل غارسيا إنه "بحسب شهادات الناجين غالبية الضحايا من غواتيمالا".

ووعد رئيس غواتيمالا اليخندرو جياماتي في برقية تعزية وتضامن بتقديم "المساعدة القنصلية الضرورية بما يشمل إعادة الجثث". وغرد نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز اوبرادور بالقول: "أشعر بأسف شديد للمأساة الناجمة عن انقلاب شاحنة في تشياباس كانت تنقل مهاجرين من أميركا الوسطى، الأمر مؤلم جدا".

وقال المعهد الوطني للهجرة في بيان إن "تأشيرات زيارة لأسباب إنسانية ستعرض على الناجين فضلاً عن الطعام والمسكن". وسينسق المعهد مع السلطات المحلية والفدرالية، الجهود "لتقديم المساعدة القنصلية وتحديد هوية الضحايا وتغطية كلفة الدفن".

وتقع ولاية تشياباس حيث وقع الحادث على مقربة من الحدود مع غواتيمالا، وتشكل بوابة الهجرة من أميركا الوسطى لا سيّما هندوراس والسلفادور، إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك.

 البحث عن بدائل 

يشكل تهريب المهاجرين  إلى الولايات المتّحدة داخل شاحنات الطريقة المعتادة للمهرّبين. ويفضل مهاجرون آخرون عبور البلاد في قوافل مشياً على الأقدام، ويستغلون ذلك للمطالبة بحقوقهم.

ورأت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في المكسيك في برقية تعزية أنه "يجب إيجاد بدائل من الهجرة وطرق قانونية لتجنب مأساة كهذه".

وتعاني المكسيك، ممر الهجرة الرئيسي في المنطقة، من توافد أعداد قياسية من المهاجرين هذه السنة من هندوراس والسلفادور وهايتي أيضاً، حيث سجلت من كانون الثاني/يناير إلى تشرين الأول/أكتوبر 108195 طلب لجوء وهو عدد قياسي على ما أظهرت آخر الأرقام الرسمية.

في المقابل، تبدي الولايات المتحدة صرامة في التعامل مع المهاجرين. وحذر وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن خلال زيارة إلى مكسيكو مطلع تشرين الأول/أكتوبر، من أن "رحلتهم غاية في الخطورة ولن تنجح".

ووقع الحادث في اليوم الذي طردت فيه الولايات المتحدة مهاجرين اثنين مع بدء تطبيق برنامج اُقِرَ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وعلقه الرئيس الحالي جو بايدن ثم أعيد تفعيله بموجب قرار صادر عن المحكمة الأميركية العليا.

وينبغي على المهاجرين  بموجب برنامج "ابق في المسكيك" والمعروف أيضاً باسم "بروتوكولات حماية الهجرة"، البقاء في المكسيك بانتظار البت بطلب اللجوء في الولايات المتحدة.

ورأت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أنه "من الملح وضع حد نهائي في أسرع وقت وبطريقة نهائية لهذا البرنامج غير الإنساني والمخالف للقانون الدولي".