"فقاعات الفضاء" هل يمكن أن تحمي الأرض من انبعاثات الشمس؟

علماء يبحثون فكرة تخفيف نسبة ضوء الشمس المنبعث إلى كوكب الأرض في محاولة لمعالجة مشكلة الاحتباس الحراري، قد تكون فكرة "فقاعات الفضاء" حلّاً لابأس به ولكنّها لن تُغني عن معالجة المشاكل الأساسية التي تُفاقم هذا الاحتباس !

  • "فقاعات الفضاء" يمكن أن تحمي الأرض من الشمس .. لكن هل ستنجح؟!

تعد الغازات الدفيئة من صنع الإنسان، مثل ثاني أكسيد الكربون، المحرك الرئيسي لارتفاع غير مسبوق في متوسط ​​درجات الحرارة العالمية بسرعة لم يسبق لها مثيل في السجل الجيولوجي للأرض.

وتوصف المشكلة بأنّها سيئة للغاية لدرجة أنّ أي محاولات للتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري قد تكون قليلة جداً ومتأخرة. لذا، اقترح فريق في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا حلاً جذرياً جديداً: فقاعات في الفضاء.

إقرأ أيضاً: أسرار مدهشة يكشفها البحث عن حقائق حول كوكب الأرض!

ويعتمد التفكير على مجالين من مجالات الاهتمام: أحدهما هو أننا نحاول قدر المستطاع تقليل أو حتى القضاء على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتقل إلى المستقبل، فإنّ الضرر الذي أحدثه البشر منذ أكثر من قرن حدد مسار مناخ الأرض في اتجاه سيئ.

وقد يكون الأمر سيئاً للغاية لدرجة أنّه حتى لو توقفنا تماماً عن جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري غداً، فلا يزال يتعين علينا التعايش مع الآثار الشديدة لتغير المناخ لعقود وحتى قرون قادمة، بما في ذلك استمرار ارتفاع منسوب مياه البحر، والمزيد من الظواهر الجوية المتطرفة، والاضطرابات في المناطق المنتجة للغذاء.

وهناك طريقة أخرى لمعالجة المشكلة وهي عزل الكربون أو إزالته، أو بطريقة ما الحد من كمية ضوء الشمس التي تصل إلى سطح الأرض، على سبيل المثال عن طريق إطلاق الهباء الجوي في الغلاف الجوي.

ويجادل الفريق في معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا، بأنّ هذه فكرة سيئة بشكل عام لأنّ نظام المناخ لدينا معقد وديناميكي لدرجة أنّ إدخال عوامل اصطناعية في الغلاف الجوي نفسه لا يمكن عكسه.

ولهذا السبب يفكرون في الفضاء: الفكرة هي تطوير مجموعة من الأغشية الرقيقة الشبيهة بالفقاعات.

وستعكس هذه الأغشية أو تمتص جزءاً بسيطاً من ضوء الشمس الذي يصل إلى الأرض عن طريق حجبه حرفياً. ويجادل الفريق بأنّه إذا تم تقليل كمية ضوء الشمس التي تصل إلى الأرض بنسبة 1.5% فقط، فيمكننا القضاء تماماً على تأثيرات كل غازات الاحتباس الحراري.

ولكن، ما زال على الفريق أن يوضح بالضبط ما الذي ستنتج منه هذه الفقاعات وكيف سيتم إرسالها إلى الموقع المستهدف، والذي يقع بالقرب من أول نقطة "لاغرانج" في نظام الأرض والشمس.

وسيحتاجون إلى موازنة قوى الجاذبية للأرض والشمس وكذلك الكواكب الأخرى. كما سيتعين عليهم أيضاً التعامل مع ضغط الإشعاع الصادر عن الشمس نفسها، ناهيك عن المطر المستمر للرياح الشمسية والنيازك الدقيقة.

وسيتطلب حجب نسبة مئوية من ناتج الشمس بعرض آلاف الأميال، ما يجعله أكبر هيكل وضعناه في الفضاء على الإطلاق. لذلك هناك قدر ضئيل من التحدي الهندسي لجعل هذا الشيء يعمل.

وبينما يدعي باحثو معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا أنّ هذا النهج القائم على الفضاء قابل للعكس تماماً، فإنّ هذا فقط بمعنى معين.

لكن مناخ الأرض هو نظام معقد به العديد من حلقات التغذية الراجعة المعقدة التي لا نفهمها تماماً.

وأخيراً، إنّ تطوير حل يقلل من كمية ضوء الشمس الذي يضرب الأرض لا يعالج المشكلة الأساسية، وهي الأضرار التي يسببها البشر لمناخ الأرض. لذلك نحن بحاجة إلى معالجة هذه المشاكل الأساسية، وليس مجرد تفريغها!