ما هي هرمونات السعادة التي تتحكم بمزاجنا؟

الشعور بالسعادة رغبة يسعى إليها كل الأشخاص في الحياة، لكن هناك هرمونات معينة تلعب دوراً رئيسياً في تحقيق هذا الهدف من خلال أسلوب حياة معتمد لكل شخص منا.. ما هي هذه الهرمونات التي تمنحنا السعادة؟

  • هرمونات السعادة تتحكم بمزاجنا.. كيف نحافظ على معدلاتها؟
    هرمونات السعادة تتحكم بمزاجنا.. كيف نحافظ على معدلاتها؟

يسعى معظم الأشخاص إلى حصولهم على الشعور  بالسعادة من خلال أسلوب الحياة الذي يعتمدونه، وتكوين العائلة، والسفر، والاسترخاء، أو العمل بجهد لتحقيق مسعى محدّد. ولكن، ما يجهله كثيرون أنّ كل ما نقوم به لتحقيق السعادة في الحياة يرتبط مباشرة بمجموعة من الهرمونات الموجودة في الجسم التي من شأنها أن تشعرنا بالسعادة إذا كانت معدلاتها جيدة، أو تشعرنا بالقلق والتوتر والحزن في حال انخفضت معدلاتها.

هرمونات السعادة وكيفية المحافظة على معدلاتها

لا يوجد هرمون واحد مرتبط بالسعادة فحسب، وإنما هناك مجموعة من الهرمونات التي من شأن كلٍّ منها أن تشعرنا بالرضى والسعادة والفرح بشكل خاص وهي:

"السيروتونين":

يلعب هيرمون "السيروتونين" أدواراً مختلفة في الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية بحسب موقع "health direct" التابع للحكومة الأسترالية، إذ يساعد في التحكم بالعضلات والحركة، ويؤثر على الشهية، وطريقة عمل الأمعاء. يستخدم الجسم هذا الهرمون لدفع الطعام من الجهاز الهضمي عند التقيؤ أو الإسهال.

كما يساهم هذا الهرمون أيضاً في تجلّط الدم، شفاء الجروح، والالتهابات. ويُعتبر مهماً جداً للدماغ، إذ أنه من المواد الكيميائية الطبيعية في الجسم التي تتحكم بالمزاج، فيعمل مع "الميلاتونين" للسيطرة على أوقات النوم والاستيقاظ، كيفية الشعور بالألم، صحة الجسم، والرغبة الجنسية.

ويمكن زيادة مستويات "السيروتونين" في الجسم طبيعياً من خلال التعرض لأشعة الشمس أكثر، ممارسة الرياضة، تناول الطعام الذي يحتوي على مادة تُعرف بـ"التربتوفان"، مثل المكسرات، البيض، الجبنة، اللحوم الحمراء، الحبش، السلمون، التوفو، والأناناس.

"الدوبامين":

وبحسب الموقع نفسه، يعمل هرمون "الدوبامين" أيضاً على مناطق معينة من الدماغ ليمنح الشخص مشاعر المتعة، الرضا، التحفيز. كما يلعب أيضاً دوراً بالتحكم في الذاكرة، المزاج، النوم، التعلم، التركيز، الحركة، ووظائف الجسم الأخرى.

عندما يشعر الشخص بالرضا لدى تحقيقه شيئاً ما، فإنّ ذلك بسبب زيادة "الدوبامين" في الدماغ. علماً أنّ هذا الهرمون يؤثر على الشعور بالإدمان. فقد تبدأ في بعض الأحيان بالرغبة بالمزيد من شعور مكافأة "الدوبامين". ويمكن أن يحدث الشعور الجيد الذي يمنحك إياه "الدوبامين" بعد عيش تجارب ممتعة، بما في ذلك تناول طعام لذيذ، ممارسة الجنس، الفوز بلعبة، كسب المال، وغيره.

ويُوضح الموقع أنّ تغير مستويات "الدوبامين" في الجسم قد يرتبط ببعض الحالات النفسية، إذ أنّ ارتفاع مستوياته يسبب العدوانية، وصعوبة التحكم بالانفعالات، ويرتبط اختلال هذا الهرمون أيضاً باضطراب فرط الحركة، نقص الانتباه، الإدمان. أمّا انخفاض مستويات هذا الهرمون فقد يشعر الشخص بحماس وتحفيز أقل للقيام ببعض الأمور.

يمكن زيادة مستويات "الدوبامين" في الجسم طبيعياً من خلال تناول غذاء صحي وأطعمة الغنية بالتيروزين، أي البروتين الذي يحتاجه الجسم لإنتاج "الدوبامين"، مثل المكسرات، البذور، الألبان، اللحوم، ممارسة الرياضة، التأمل، والنوم لوقت كاف.

"الأوكسيتوسين":

يلعب "الأوكسيتوسين" المهم في العديد من سلوكيات الشخص وتفاعلاته الاجتماعية بما في ذلك الإثارة، السماح للأشخاص بمعرفة بعضهم البعض، تعزيز الثقة، بناء العلاقات والارتباط الرومانسي، تعزيز الترابط بين الوالدين والطفل، وغيرها من الأمور.

ويمكن زيادة مستويات "الأوكسيتوسين" في الجسم طبيعياً من خلال ممارسة الرياضة، الاستماع للموسيقى، التربيت على الحيوانات، التدليك، اللمس الجسدي، مثل الاحتضان  أو العناق.

"الإندورفين":

هناك أيضاً هرمون "الإندورفين"، وفق ما يذكر موقع "كوينزلاند" ، حيث يشير إلى أنّ إنتاج هذا الهرمون يحصل عند استجابة الجسم للشعور بالألم والتوتر، والتمتع بتأثيرات مهدئة ومخففة للآلام. وترتفع مستوياته في حالات مثل التقدم في مراحل المخاض وزيادة الآلام الناتجة عنه.

وبحسب الموقع نفسه، يعتبر "الإندروفين" من المواد الكيميائية المحسّنة للمزاج التي ينتجها الدماغ للشعور بالسعادة بعد ممارسة الرياضة مثلاً.