عناكب تهرب من القتل بعد التزاوج! (فيديو)

من بين 155 حالة تزاوج دُرست، هرب العنكبوت الذكر بعيداً في 152 حالة، ونجا تالياً من المواجهة مع قرينته.

  • هذه العناكب تخشى القتل بعد التزاوج!
    هذه العناكب تخشى القتل بعد التزاوج! (صورة أرشيفية)

اكتشف فريق من العلماء الصينيين أنّ العناكب الذكور من نوع "فيلوبونيلا بروميننس" تهرب فوراً بعد التزاوج وذلك لتتجنّب أن تقتلها قريناتها وتأكلها.

وخلال عملية التزاوج، تستخدم العناكب  اثنين من قوائمها لتدفع نفسها خلال جزء من الثانية متكئة على العنكبوت الأنثى. ووُصفت هذه التقنية للمرة الأولى في دراسة نُشرت الاثنين في مجلة "كورنت بيولوجي".

واحتاج التوصل إلى هذا الاكتشاف استخدام كاميرات عالية السرعة والدقة، على ما أوضح معد الدراسة الرئيسي شينغ شانغ دجانغ من جامعة هوبي في الصين.

وكان الباحثون يجرون دراسة حول الاختيارات الجنسية لدى هذا النوع الذي يعيش في مجموعات يصل عدد العناكب فيها إلى 300.

  • فيديو للعناكب بعد التزاوج
    فيديو للعناكب بعد التزاوج

ومن بين 155 حالة تزاوج دُرست، هرب العنكبوت الذكر بعيداً في 152 حالة، ونجا تالياً من المواجهة مع قرينته!

أما الذكور الثلاثة التي لم تسر بسرعة فقتلتها قريناتها وأكلتها.

ولقيت العناكب الثلاثون التي منع الباحثون هروبها المصير نفسه، واستنتج العلماء بالتالي أنّ هذه الآلية ضرورية للذكور لتهرب من العناكب الإناث.

وأشار شينغ شانغ دجانغ إلى أنّ العناكب الإناث تحكم على القدرة الجنسية للذكور استناداً إلى تمكّنها من الهروب.

وأوضح أنّ "العنكبوت الذكر ومن خلال التزاوج يمكنه الهرب من الافتراس الجنسي للأنثى التي تختار العنكبوت الذي يتمتع بأداء جنسي عال لأنّ ذلك يرتبط بشكل مباشر بحالة الذكر الجسدية".

  • فيديو آخر للعناكب
    فيديو آخر للعناكب

وللعناكب الإناث إمكانية الاحتفاظ بالحيوانات المنوية، واختيار ما إذا كانت ستستخدمها أم لا لتخصيب بيوضها.

وتختار الإناث بالتالي الحيوانات المنوية التابعة للذكور التي تتمتع بأداء جنسي عالٍ، بحسب شينغ شانغ.

ويرغب العلماء في أن يدرس مستقبلاً احتمال وجود رابط فعلي بين قفزات الذكور ونجاح التزاوج.

يذكر أن العناكب لا تسبب أذى للإنسان، باستثناء بعض الأنواع (نحو 200 من 40 ألف نوع فقط) ومن أشهرها الأرملة السوداء.

والعناكب، وإن كانت مخلوقات غير محبوبة لدى الإنسان، إلا أنها صديقة له، بل وذهب البعض إلى حد القول بأنه لولاها لما كان للإنسان مستقر على الأرض، ذلك لأنها تقضي معظم وقتها في اصطياد الحشرات والفتك بها، فلولاها لتكاثرت الحشرات وأتت على الأخضر واليابس.