بعلبك الهرمل.. معركة الحاصل الواحد

تحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله وحلفائه الماضيين على اللائحة نفسها في هذه الدائرة في الانتخابات القادمة شكّل إرباكاً إضافياً لحزب القوات اللبنانية الذي يخوض المعركة من دون رافعاته الأساسية بعد انسحاب تيار المستقبل من المعركة.

  • بعلبك الهرمل.. معركة الحاصل الواحد
    بعلبك الهرمل.. معركة الحاصل الواحد

مقارنة بالانتخابات الماضية وتغير التحالفات في الانتخابات المقبلة، يخوض حزب الله وحلفاؤه المعركة بظروف أفضل مما كانت عليه، فيما يعاني حزب القوات اللبنانية أزمة قد تطيح نائبه الحالي أنطوان حبشي، فالدائرة التي وصل فيها الحاصل إلى 18 ألف صوت في العام 2018، استطاعت لائحة القوات اللبنانية بالتحالف مع تيار المستقبل والنائب السابق يحيى شمص أن تنال 35 ألف صوت فيها، ما منح هذه اللائحة مقعدين مقابل 8 لكلٍّ من حزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب المستقل جميل السيد، الذي نال وحده ما يقارب مجموع أصوات كامل لائحة الخصم.

تحالف التيار الوطني الحر مع حزب الله وحلفائه الماضيين على اللائحة نفسها في هذه الدائرة في الانتخابات القادمة شكّل إرباكاً إضافياً لحزب القوات اللبنانية الذي يخوض المعركة من دون رافعاته الأساسية بعد انسحاب تيار المستقبل من المعركة واعتكاف النائب السابق يحيى شمص عن الترشح، ما جعل حزب القوات اللبنانية يخسر 21 ألف صوت (13 ألف صوت لمرشحي المستقبل و8 آلاف صوت ليحيى شمص)، وخصوصاً أنَّ حزب القوات لم يستطع أن يستقطب أيّ شخصية وازنة أو معروفة للترشح على لائحته في دائرة بعلبك الهرمل، وانسحب على التوالي منها أيضاً 3 مرشحين من المقاعد الشيعية.

في حسابات الأرقام، وإن تم الاعتماد على أرقام انتخابات العام 2018، تحتاج القوات اللبنانية إلى 5 آلاف صوت لتأمين حاصل واحد، لأنَّ مرشحها أنطوان حبشي نال حينها 13 ألف صوت تفضيلي. لذلك، تحاول ماكينات القوات اللبنانية جاهدةً أن تؤمن فارق هذه الأصوات من البيئة السنية في كلٍّ من عرسال وبعلبك.

لا يبدو أنَّ هذه المهمة سهلة، وخصوصاً أن بيئة تيار المستقبل تتجه في هذه الدائرة إلى الالتزام بقرار المقاطعة الذي أصدره الرئيس سعد الحريري، وتحمل رئيس حزب القوات سمير جعجع المسؤولية الأكبر عن الأضرار التي لحقت بالحريري، والتي تسببت باستبعاده وتياره عن المشهد الانتخابي.

هذه الصعوبات، إضافةً إلى تحالف القوات اللبنانية مع الشيخ عباس الجوهري الممول من السفارة السعودية، والشخصية المستفزة للبيئة الشيعية في دائرة بعلبك الهرمل، وضعت حزب القوات اللبنانية أمام تحدٍّ كبير قد يسلبها نائبها الوحيد في الدائرة، ما استدعى استنفاراً كبيراً للجهود لمفاتيح قريبة على السفارة السعودية، لتأمين فارق الأصوات للمرشح حبشي، في محاولات لا تبدو ناجحة حتى الآن، وخصوصاً أنَّ حزب الله، وللمرة الأولى، اختار ترشيح شخصية سنية من عرسال من عائلة الحجيري في لائحته، وهي العائلة الأكبر في البلدة بعد استبدال النائب الحالي الوليد سكرية، ومرشح من عائلة صلح في بعلبك، وهي من أكبر العائلات السنية في المدينة، في حين تشير لغة الأرقام إلى أنّ أيّاً من اللوائح الأخرى لن تنال مجتمعةً أكثر من 7 آلاف صوت، ما يضعها خارج السباق الانتخابي.