تداعيات الهجمة الإرهابية في كاليفورنيا

التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث والدراسات الأميركية يركز على تداعيات الهجمة الإرهابية التي تبناها داعش في كاليفورنيا على الداخل الأميركي ويرصد ما خلصت إليه تلك المراكز بخصوص الأزمة السورية والتوتر التركي الروسي، إضافة إلى مآلات الحرب في أفغانستان حيث "الخسارة البينة للولايات المتحدة وحلفائها".

معهد كاتو يعتبر أنه ينبغي الالتفات الجاد إلى ما آلت إليه التجربة الأميركية في كل من العراق وأفغانستان.
       حذر "معهد كاتو" من الانعكاسات الداخلية الناجمة عن حادثة الهجوم الإرهابي في كاليفورنيا أخيراً، في ظل مناخ تصاعد التعبيرات العنصرية المناهضة للمسلمين ما "سيشجع معسكر الصقور على النفخ" بزيادة حجم وقسوة الهجمات العسكرية ضد داعش، على الرغم "ما ينطوي عليه من مغامرة استدراج لمزيد من الانخراط العسكري ليس في ساحة واحدة فحسب، بل في دولتين من دول المنطقة .. وعديد القوات المطلوبة لن يكون كافياً لإزاحة داعش."

واعتبر المعهد أنه ينبغي على المعنيين الالتفات الجاد إلى ما آلت إليه "التجربة الأميركية في كل من العراق وأفغانستان، مقرونة ببضعة آلاف المليارات من الدولارات ومقتل الآلاف من الأميركيين، دون أن تسفر عن أي نتائج ملموسة."

وذكّر أنصار ذلك الفريق بأن الترويج للتدخل العسكري "يواكبه مغامرة من نوع آخر بالتشديد على ضرورة "الانتصار" والانزلاق في وحل حرب شاملة واحتلال لأراضي الغير.. فضلاً عما سيرافقه من ارتفاع معدلات الإرهاب وليس تقليصها."

سوريا

واكب "معهد المشروع الأميركي" الأنباء الصحافية المتتالية مؤخراً والتي أفادت بانسحاب تدريجي للقوات الإيرانية من سوريا، موضحاً أن ما تم رصده من تحركات "ليس إلا إعادة انتشار لقوات الحرس الثوري على الأرجح.. وما تكبدته من خسائر بشرية سيؤدي إلى إعادة تموضع تكتيكي وليس تراجعاً استراتيجيا، في الغالب."

وأوضح أن ذلك الإجراء "قد يكون جزءاً من الخطة الأصلية المعتمدة بالاتفاق بين إيران وروسيا،" وما اتضح من أن الطرفين "سيصعدا جهودهما بكثافة لفترة تمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر توفر للحكومة السيطرة على مزيد من الأراضي السورية لتعزيز موقعها التفاوضي."

بدوره رصد "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" تواجد قوات داعش جنوب سوريا، لا سيما "تعاظم قوتها بشكل ملحوظ مقارنة بما كان عليه الوضع في كانون أول/ ديسمبر 2013 أو ديسمبر 2014، ويتبين أن المجموعة باتت أشد قوة وبأسا."

واعتبر أنه "يتيعن علينا انتظار مصير كتيبة شهداء اليرموك التي أشهرت البيعة لداعش العام الماضي وهل ستعلن عن نفسها جزءاً من داعش كما يروج؟ الأمر الذي سيترتب عليه تشديد الحصار على دمشق من ناحية الجنوب الغربي."

وأردف أن داعش "قد يلجأ لاستخدام قاعدته الجنوبية كعمق استراتيجي في حال اشتد الخناق عليه في الشمال والشرق، بيد أن المسلم به أن داعش يبقي على تواجد له في الجنوب ويتطلع لاستثماره." 

"معهد كارنيغي" أعرب عن شكوكه من نضوج الظروف الموضوعية لعقد "مؤتمرات السلام السورية .. نظراً لضيق الوقت لإعداد الترتيبات والتي أضافت مزيداً من التعقيد بحد ذاتها."

وأوضح لفريق التحالف الدولي بقيادة أميركا أن "حكومة الرئيس الأسد تتمتع بفريق تفاوضي مخضرم، تستند فيه إلى ذات الشخصيات في كل تفاوضاتها إجمالا، نواتها وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل مقداد، والديبلوماسي المخضرم أحمد عرنوس .. ويتمتع الفريق بميزة ديبلوماسية عالية لناحية الانضباط وإدامة التركيز بخلاف قوى المعارضة المنقسمة على نفسها."  وأضاف ان وفود المعارضة "اينما حلت للاجتماع في الخارج، أضحى من المألوف رؤية الديبلوماسيين الاجانب يلاحقون أنصارهم في ردهات الفنادق لحثهم على تصويب المسار في الاتجاه المرسوم."                  

التوتر الروسي التركي

           من ناحيته  حذر "معهد أبحاث السياسة الخارجية" من مخاطر تفاقم الصدام بين حلف الناتو وتركيا من جهة وبين روسيا من جهة أخرى "مع الأخذ بعين الاعتبار اتساع دائرة القوى المناهضة لداعش، والتي بمجموعها ومن ضمنها الولايات المتحدة، لا تضع في رأس سلم أولوياتها تدمير داعش."

 وسخر المعهد من مساعي "انشاء جبهة موحدة ضد داعش كضرب من الخيال وما ينطوي عليه من وضع كافة اللاعبين على مسار خطير من سوء الادراك واخفاق التواصل." وأضاف في ما يخص إسقاط القاذفة الروسية أن الحادثة "أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن نشوب حرب بين حلف الناتو وروسيا لم يعد أمراً مستبعداً حدوثه بل هو أقرب من أي وقت مضى .. نظراً لأنها المرة الأولى لتبادل الطرفين إطلاق النار منذ عهد الحرب الباردة."

مصر

       أشاد "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" باستمرار العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل عقب سلسلة هزات اجتاحت المنطقة مع الإشارة إلى تراجع مدى التزام مصر في مناخ مرحلة ما بعد مبارك."

 وأوضح أن "الاستقرار لم يعد إلى الواجهة إلا مع صعود عبدالفتاح السيسي الى الحكم وبدء عصر جديد من التعاون الاستراتيجي بينهما." كما ان استئناف الجانبين "الاسرائيلي والفلسطيني التفاوض يحتاج الى مصر كشريك فعال." وحث الولايات المتحدة "وحلفاءها الاقليميين على تجديد التزامهم بدعم أواصر علاقات قوية بين مصر وإسرائيل لما تشكله من ركيزة للسلام والاستقرار الإقليمي."

أفغانستان

رسم "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" صورة قاتمة للحرب الدائرة في أفغانستان والتي لم يسفر عنها سوى "عوارض دولة فاشلة، وغياب المعلومات الاستخباراتية المفيدة ما حفز خروج عدد من البعثات الديبلوماسية ومنظمات الاغاثة الانسانية والمنظمات غير الحكومية" من البلاد.

 وأضاف أن الخسارة البينة للولايات المتحدة وحلفائها أدت "إلى تقليصها الشديد للتقارير الرسمية وفضلت التركيز على ربح جبهة العلاقات العامة والمبالغة بمدى النجاحات على إجراء تقييم حقيقي." أما الجانب الأفغاني فيلتزم في تقاريره على التدريبات الأميركية لعناصره "باستخدام نماذج مستوفاه من التجارب الحسابية على الاجهزة الالكترونية التي تفرط في تفصيل التقديرات المستندة الى نماذج بيانية هشة."

اخترنا لك