بعد سيطرته على مدينة سرت، تحرك تنظيم داعش باتجاه منطقة الجفرة وسط البلاد، التي كانت تحت سيطرة  ميليشيات فجر ليبيا، قبل أن يبدأ الانسحاب من المدينة، التي تضم قاعدة جوية استراتيجية مهمة.

على بعد أقل من ثلاثين كيلومتراً من مدينة هون عاصمة الجفرة. بات مسلحو داعش ثلاثمائة وخمسين كيلومتراً، تبلغ المسافة بين سرت والجفرة. وجود حقل مبروك النفطي بقربها، جعلها منطقة لها أهميتها العسكرية والإستراتيجية.

سيطرة داعش على الجفرة برأي المراقبين، ستقطع طريق الإمداد بين قوات ميليشيا فجر ليبيا المتواجدة في سبها، والأخرى المنتشرة في مدينة مصراته. 

الحكومة الليبية المؤقتة حملت قوات فجر ليبيا عبر بيان أصدرته، مسؤولية سيطرة داعش على أجزاء واسعة من مدينة سرت، وعلى المرافق الحيوية فيها، واتهمتها بالتواطؤ مع التنظيم، مشيرة إلى أنها "الوجه الآخر له"، على حدّ تعبيرها.

بيان الحكومة حذر من استخدام ميناء سرت كممر لإدخال الإرهابيين إلى ليبيا، وأن يكون نقطة إنطلاق للهجرة غير الشرعية. وأشارت الحكومة إلى أن التنظيم بدأ بتنفيذ مخططه القاضي بالاستيلاء على المنشآت النفطية، للحصول على تمويل لعملياته الإرهابية، مطالبة المجتمع الدولي "برفع حظر التسليح عن الجيش الليبي قبل فوات الأوان".

أمام هذا الواقع الميداني المأزوم، خلص الحوار الليبي في تونس إلى التأكيد على أن الحل الناجع للأزمة السياسية إزاء التهديد المتزايد للجماعات الارهابية والمتطرفة، لن يتحقق، إلا في إطار عملية سياسية شاملة، مبنية على مبدأ التداول السلمي للسلطة.