3 نساء ناضجات توزعن الرقص التعبيري على أنغام ساحرة

"يولا خليفة"، "ثريا بغدادي"، " و"نادرة عساف" كسرن قاعدة الصبايا الصغيرات الفاتنات اللواتي يحضرن بجمالهن وغنجهن وقدودهن المياسة، وقدّمن في عرض "صوتي" إثباتاً ميدانياً بأن لهن مكاناً ومكانة في هذا العالم الفاتن، وإن كانت أعمارهن تجاوزت الخمسين، إلاّ أن ما قدّمنه على خشبة "مونو" منقحاً عن نسخة العام 2017 كان بحق ساحراً رائعاً ومتكاملاً، بإدارة المخرج "شادي زين" ومرافقة ممتعة للمبدع "رامي خليفة" على البيانو.

الصوت لـ "يولا مرسيل خليفة" نقي شفاف معبّر، والغناء معها له مذاق التطريب العصري: وضوح وأنوثة ومعنى، إنها كلمات تتغنى بالعاطفة، والمناخ الإجتماعي، وعندما تحط على الأنا وكيفية تعاطيها مع الآخرين تُصبح الصورة أكثر إشراقاً وتنوعاً في هدفها. "قل لهم يا حب لم على السماء تقتتلون" هذا مجرد مثال على النمط الذي إعتمد في نصوص الأغاني وإنعكس إنسجاماً كاملاً عل اللوحات الراقصة التي أدتها الثلاث نساء على مدى ساعة من الزمن في تجانس وكيمياء حميمة جعلت الحاضرين يتمايلون مع "ثريا" والرقص الشرقي حيث تحركت بخطوات محترفة بفرح وعفوية وخطوات لا تخلو من الحس الأنثوي الراقي مع إبتسامة ساحرة على الوجه، فيما مارست "نادرة" بشغف وعمق لعبتها وخبرتها في الرقص الغربي.

إزاء هذا المناخ المتوازي مع مشهدية خلاّبة شكّلها حس إخراجي متقدم، ترافق مع رسم خطوات ومشهدية تتلاءم وطابع الموسيقى والتركيب المشهدي الذي يعطي لصوت "يولا خليفة" ما يستحقه من البٌعد الفلسفي والموضوعي، وكان لظهور "رامي خليفة" خلف البيانو ثقل خاص، تواكب مع عزفه على طريقة الموسيقى التصويرية الحية التي تعطي مذاقاً للأحداث، ينسجم مع الحراك المشهدي الذي لم ينفصل لحظة عن الإضاءة التي شكلت حضوراً وتأثيراً أساسياً مع سيد هذه الهندسة الفنان "هاغوب ديرغوغاسيان".