"ملائكة تشارلي":جميلات، شريرات، وفاشلات في التمثيل ؟؟

بعد 47 عاماً ومئات الحلقات التلفزيونية وعدد من الأفلام غير المؤثرة جماهيرياً، أطلقت شركة "بارامونت" في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، شريطاً جديداً من "Charlie s angels" (ملائكة تشارلي) وقعته كمخرجة وكاتبة سيناريو وممثلة ومنتجة "أليزابيث بانكس" عن قصة لـ (إيفان سبيليوتوبولوس، وديفيد أوبورن)، أدارت فيه (الأميركية كريستن ستيوارت، والإنكليزيتين: نعومي سكوت، وإيلاّ بالينسكا) على مدى ساعة و58 دقيقة.

ملائكة تشارلي مع المخرجة أليزابيث بانكس

لم تقصّر المخرجة في التعامل مع مفاتن بطلاتها خصوصاً الوجه الجديد على النجومية الممثلة السمراء الجاذبة بطولها الفارع ووجهها الجميل والأليف "بالينسكا"، بينما إشتغل الإختصاصيون في مجال القتال بالقبضات العارية أو الأسلحة الفردية والعصي على تدريب الثلاث ممثلات لكي تقمن بما عليهن في القتال المباشردونما جهد إضافي، وتم ذلك في "لوس أنجلوس" قبل الإنتقال إلى التصوير في "هامبورغ – ألمانيا" بميزانية تجاوزت الـ 48 مليون دولار، مع فريقين من المؤثرات الخاصة والمشهدية قادهما (أولي نفزر، ويوشي دو هورايرا)، ووضع الإنتاج 20 مساعداً للمخرجة "بانكس" التي كان عليها التنقل الدائم ما بين أمام وخلف الكاميرا لإيجاد التوازن المطلوب لحضورها في الموقعين، فكان القصور واضحاً في الدورين، خصوصاً وأنها كممثلة لا يُشق لها غبار، وبالتالي لم يكن ضرورياً أن تمثل دور "بيسلي" في الشريط وإسناده إلى ممثلة غيرها.

حاول النص الذي كتبته المخرجة أن يكون منصفاً مع البطلات الثلاث، إلاّ أن المشكلة كانت في السيناريو نفسه: الفارغ المشتت والذي يقول أي كلام من دون معنىً حقيقي عن أحداث مفككة، هكذا هي حال العميلات "سابينا" (كريستن ستيورت) "إيلينا" (نعومي سكوت) و"جين كانو" (إيلا بالينسكا – 23 عاماً) اللواتي لا يقدر رجل على الوقوف في مواجهتهن، فسرعان ما يُصبح طريح الأرض أو جسماً مجهولاً يسقط من أحد الطوابق العالية، ويتم ترتيب المواجهات بحيث لا تصطدم الواحدة بزميلتها أبداً، مع إعتماد تقنية السلوموشن واللقطات المقربة لكي يتفاعل الجمهور مع مفاتن الممثلات حيث بدا التعامل مقصوداً من قبل المخرجة والتي ركزت على الطول المتناسق للإنكليزية "بالينسكا" وتفاصيل وجه الممثلة "ستيوارت" وإبتسامة الإنكليزية الثانية "سكوت"، أما حضور الرجال في الشريط فهو لتلقي الضربات والرصاصات والركلات التي ترميهم بعيداً وغالباً حتى من دون تحديد ملامحهم بشكل واضح.
الواقع أن الكاستنغ عثر على الأشكال الجيدة بملامح الممثلات الخارجية من دون التدقيق في القدرات التمثيلية المناسبة لهن، والحقيقة أن الكاتبة المخرجة تتحمل مسؤولية هذا القصور لأنها إشتغلت على سيناريو لا يحتوي على أي عامل جاذب يُمكن الإتكال عليه في عملية جعل الرواد يختارون الفيلم قبل سواه للمشاهدة. لذا فنحن نترحم على الفريق الذي صنع مجد المسلسل والمؤلف من (جاكلين سميث، كيت جاكسون، وفرح فاوست) مع الممثلين القديرين (جون فورسايت – في دور تشارلز تاوسند، وديفيد دويل – في شخصية جون بوسلي).