حب فوق الستين قهر الزمن والسرطان

وزعت شركة يونيفرسال الشريط الإنكليزي الرومانسي مع قدر عال من الميلودراما ordinary love للمخرجيْن ليزا باروس دسا، وغلين لايبورن، يديران الممثليْن المخضرمين ليام نيسون (68 عاماً) وليسلي مانفيل (62 عاماً) في شخصيتي الزوجين توم وجوان، يعيشان وحيدين في إنسجام وحب وسعادة غامرة، حل بينهما السرطان فهزماه وتجاوزاه وعادا إلى حياتهما بعيداً عنه.

 

  • حب فوق الستين قهر الزمن والسرطان
    "ليسلي" و"ليام": حب عادي

شريط يفيض بالحب وقد باشرت الصالات الأميركية عرضه في 14 شباط /فبراير المنصرم لكي يتواكب مع عيده عيد الحب، بحيث يُقال إن العاطفة المتدفقة لا تقتصر على الشباب فقط، بل إنها قادرة على الحضور أينما حل الوئام والتفاهم والصدق بين شخصين سواء كانا زوجين أم مجرد صديقين متقاربين. الطُرفة حاضرة في حواراتهما، وهي قليلة ومختصرة، لأن النظرات وبعض ردات الفعل بتعابير الوجه، أقوى وأفعل في توصيل الرسائل، كل شيء يقومان به معاً ويواظبان على المشي يومياً عند الشاطئ نفسه، ثم يتوزعان مهامّ مختلفة في المنزل وخارجه، ودائماً بإبتسامة رقيقة من كليهما، بحيث نشعر أن لا شيء لم يتفقا عليه بعد.

هذا المناخ الذي صاغه الكاتب أوين ماكافيرتي، تقطعه ملاحظة جوان تدرناً بسيطاً أسفل صدرها، ترافقا في اليوم التالي لإستشارة طبيب وكانت صورة ثم تحليلها ثم الخبر السيء: سرطان الثدي. عملية أولى إجتثت الورم، وثانية إستأصلت الصدر مع علاج كيميائي لمنع عدودة الخلايا المصابة إلى الحياة في تدبير منزلي شاق على الطرفين، فعل لها كل شيء ومن دون تأفف، وبقيا قريبين، مع عبارة سيمضي وقت وينتهي كل العذاب إلى الأبد، وإذا بالأمور تأخذ منحى إيجابياً فبعد فترة تأهيل إستطاعت جوان أن تستعيد حياتها السابقة وتهزم السرطان فبقيت على قيد الحياة بفضل الأمل الذي منحه الحب لها فارضاً نفسه على الدوام كدواء لكل الآلام وقد كانت كثيرة في فترة العلاج، وبقيا على المسافة نفسها من دون قلق، ولم نر الدموع في عينيهما إلا عندما يتذكران إبنتهما الراحلة ديبي.

حب عادي، كان كذلك نعم، لكن بالمفهوم العصري والميداني، بات حباً إستثنائياً، فنحن لن نجد تضحيات على هذا المستوى في يومياتنا إلاّ فيما ندر، ومثل العلاقة التي واكبناها وتأثرنا إيجاباً بها، ربما كانت حالة خاصة جداً في المجتمع الغربي المشهور بمشاكل الأزواج فيه، وحالات الطلاق الكثيرة التي تؤدي إلى تفسخ في اللحمة الإجتماعية، حيث يستحيل حصول سعادة مع أزواج يعيشون وحدة قاتلة من دون شريك. فريق التمثيل كان محدوداً جداً فإضافة إلى الدورين الرئيسيين يحضر (ديفيد ويلنات، أميت شاه، ماغي كرونن،لالور رودي، وجيرالدين ماكليندن).