محمد عبد الوهاب في ذكراه الـ 29: حرر موسيقانا بعد سيد درويش

بعد 29 عاماً على رحيل الموسيقار محمد عبد الوهاب لازال اسمه الأبرز في مجال إعادة الموسيقى العربية إلى ألقها وتفردها.

  • محمد عبد الوهاب في ذكراه الـ 29: حرر موسيقانا بعد سيد درويش
    الموسيقار "محمد عبد الوهاب" مع عوده

في الرابع من أيار/ مايو الجاري تمر السنة 29 على رحيل الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي غادرنا في سن الـ 89 عاماً، أمضى منها 74 عاماً حاملاً لواء الموسيقى العربية الأصيلة بعيداً عن الشوائب التركية والأفريقية والأميركية اللاتينية التي أثقلت كاهلها طوال عقود سبقت ظهور سيد درويش، الذي ناضل بقوة لتعريبها وأكمل المهمة من بعده عبد الوهاب.

يستحيل أن يُقلل أحد من الدور الأول والأقوى الذي لعبه الموسيقار الموهوب، من أجل تقديم الموسيقى العربية الصافية إلى جمهور السميعة في عموم الأقطار العربية والمغتربات، فإشتغل على الأغاني، ودخل على خط الأوبريتات والمسرحيات الغنائية، وصولاً إلى مقارعة السينما بين عامي 1933 و1948 من خلال إنتاج وبطولة 7 أفلام أخرجها محمد كريم الذي أقنع عبد الوهاب بأن الميزانية التي يخصصها لتأمين صور له وإرسالها إلى معجبيه في دنيا العرب سيستغني عنها مع وجود أفلام تحمل صورته مكبّرة إلى كل الناس أينما كانوا، فصوّر:الوردة البيضاء (مع سميرة خلوصي) دموع الحب (نجاة علي) يحيا الحب (ليلى مراد) يوم سعيد (سميحة سميح – والطفلة فاتن حمامة) ممنوع الحب (مديحة يسري) رصاصة في القلب (راقية إبراهيم) لست ملاكاً (نور الهدى).

ولم يطلب الموسيقار يوماً حجب بعض المحطات من سيرته الشخصية خصوصاً بداياته في شارع عماد الدين ونوادي الرقص لكبار الفنانات (بديعة مصابني) والسنوات السبع التي أمضاها في رعاية وصداقة أمير الشعراء أحمد شوقي الذي درّبه على أصول اللياقات الإجتماعية وعرّفه على عليّة القوم في تلك الحقبة حتى حمل بإمتياز لقب مطرب الملوك والرؤساء، وقد غادر الحياة ولم يُعط أي تبرير لسحب آخر ألحانه "من غير ليه" من الفنانة وردة التي إلتزمت على مدى أشهر بكل التعليمات والتوجيهات التي أرادها الأستاذ من توقيت النوم، وتناول أطعمة معينة، وتمارين يومية للصوت لكي يبقى نشطاً وحاضراً، وحين التسجيل غاب عن السمع وسجّل اللحن بصوته، وإمتنعت هي حتى وفاتها عن التعليق على الموضوع ولا بأي كلمة إحتراماً للموسيقار.

كثيرة هي المحطات المهمة في حياة عبد الوهاب الذي أعطى الموافقة للفنان هاني شاكر لكي يغني "من غير ليه" وعندما سمعها منه قال "إن هاني أفضل من غناها" وكانت شهادة يعتز بها شاكر على الدوام.

كذلك حقق التعاون مع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم في مجموعة ألحان رائعة نجاحاً فاق كل التوقعات فغنت من ألحانه: إنت عمري، أمل حياتي، ليلة حب (كلمات أحمد شفيق كامل) إنت الحب (أحمد رامي) فكروني (عبد الوهاب محمد) هذه ليلتي (جورج جرداق) أصبح عندي الآن بندقية (نزار قباني) ودارت الأيام (مأمون الشناوي) أغداً ألقاك (الهادي آدم).