هي مناسبة حقيقية للاحتفال بالفنان المميز فريد شوقي، الذي استطاع فرض حالة من الحب من حوله وعرف كيف يقدم نفسه، أولاً من خلال شكله عبر أدوار الفتوة وحاز بجدارة ألقاباً عديدة منها: ملك الترسو، وحش الشاشة، ثم من خلال مشاعره الإنسانية فجسّد في نصوص له شخصيات الأب، والعامل، والمظلوم (وضاع العمر يا ولدي) وعندما ضاقت الحال أمام الأفلام المصرية فتح باباً عريضاً أمام إنتاج مشترك مع الفنانين الأتراك (عثمان الجبار) ثم شارك في مشاريع سينمائية مع السينما السورية (النصابين الثلاثة – مع دريد ونهاد ونبيلة عبيد)، وعاد إلى القاهرة لتقديم أعمال للشاشتين، والخشبة (مية مسا، وشارع محمد علي – مع شريهان).

أنجب فريد خمس بنات (منى، ناهد، رانيا، عبير، ومها) ولم يكن معنياً بمناقشة عدم وجود صبي في العائلة، وتزوج 5 مرات (كانت آخرهن سهير ترك – عاشت معه آخر 18 عاماً من حياته) وظل مقيماً في المنزل الذي ترعرع فيه وفي مواجهته مسجد يحمل إسمه بناه من جيبه الخاص، ومن المفارقات التي عرفناها منه مباشرة عندما حدّثنا عن كذبة إسمها "ملك الترسو" الذي يُسقط عدة رجال بقبضته دفعة واحدة وقد أخبرنا بواقعة أقسم أنها حصلت معه وشعر معها بالحذر وبعض الخوف عندما كان يقود سيارته، ومن دون أن ينتبه صدم بقوة بسيطة فتىً في الرابعة عشر من عمره فوق دراجة هوائية، وإذا بالصبي يصرخ في فريد قائلاً: "هوه إنت أعمى".

ورد الملك: والله أنا فعلاً أعمى. ليبادره: "ما تروح بيتكم وترحم الناس من بلاويك، إمشي لحسن أديلك علقة". ويضحك الفنان وهو يخبر القصة من صبي لم يعرف مع من يتكلم.

الفنان الذي عرف بميله إلى "الهزار" لأنه يحب الحياة، حصل أن الأخبار روجّت لموته عدة مرات وهو على قيد الحياة، وردّ آخر مرة بالقول "لقد سعدت بالتعرف مباشرة على ردة الفعل الجماهيرية والإعلامية على موتي، قرأت عناوين مقالات تتحدث  عن وفاتي بالعشرات وأنا موجود في بيتي. ومن لقاءاتنا العديدة به في منزله بالقاهرة، أو في أيام قرطاج السينمائية، كان يردد أن أهم تكريم له هو منحه لقب "فنان الشعب" خلال جلسة لمجلس الشعب، لكن وبعد مرور 22 عاماً على رحيله سيفوز باللقب عبر وسام يحمل لقب فنان الشعب من إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الـ 36 المقبلة.