• 

الفنان عزت العلايلي، هامَة تمثيلية عملاقة، وواحد من كبار فناني الشاشتين والخشبة على مدى 60 عاماً، أسس فيها لقاعدة ثابتة في المزايا الأخلاقية والإبداع الفني مع تقديم صورة نموذجية عن الفنان الحقيقي.

رحل أبو محمود، رحل "الراجل الطيب" الذي أراد لإبنه أن ينهي الدكتوراه ويبقى في مصر لا يغادرها للعمل في أي مكان، أكثر ما كان يكرهه هو الغربة، ولولا ضرورات مهنة التمثيل لما عاش إلا في الصعيد.

"بلاقي نفسي في الطبيعة والزرع والحيوانات الأليفة"، هكذا كان يعبّر الحاج عزت الذي لم يغادر الحي الشعبي الذي بنى فيه منزلاً من طابقين وسط بيوت ومبان متقاربة، "لازم أتنفس مع الناس مش عايز الحضارة الكدابة"، وهكذا كان، حتى آخر لحظة في حياته التي أمضى منها السنوات الثلاث الأخيرة في عزلة ووحدة أساسها الوفاء لزوجته الراحلة.

أبرز أعماله في السينما والتلفزيون والمسرح

• 

الكلام عن صفاته وخصاله ومواقفه الإنسانية لا ينتهي، تماماً كتناول قيمته كفنان مبدع لمع وتألق في بلده لكنه ظل متواضعاً ولبى تباعاً أكثر من دعوة عربية لتصوير أفلام من بطولته، فحل ضيفاً على بيروت عام 1975 بدعوة من المخرج الراحل مارون بغدادي وصور فيلم "بيروت يا بيروت"، الذي تنبأ بالحرب اللبنانية في العام نفسه.

كما سافر إلى الجزائر بدعوة من مخرجها أحمد راشدي وصور "الطاحونة"، ثم إصطحبه معه المخرج صلاح أبو سيف إلى بغداد وكان الموعد مع الفيلم الضخم "القادسية"، في وقت قدم أقوى أفلامه مع أبو سيف (السقا مات، المواطن مصري)، ومن محطاته التي لا تنسى "الأرض"، "إسكندرية ليه" مع يوسف شاهين، "أهل القمة"، مع علي بدرخان، "الطوق والإسورة" مع خيري بشارة، "الطريق إلى إيلات" مع إنعام محمد علي، "بستان الدم" مع أشرف فهمي، من أصل 89 فيلماً صورها للسينما.

حضوره التلفزيوني كان نوعياً بامتياز وله في مكتبة التلفزيون 65 مسلسلاً، منها "أدهم الشرقاوي، ميرامار، اللص والكلاب، آه يا زمن، الباقي من الزمن ساعة، بوابة الحلواني، نور القمر، خان القناديلي، لقاء السحاب، سنوات الحب والملح، الجماعة، وقيد عائلي".

وفي المسرح ترك 9 مسرحيات منها "أهلاً يا بكوات، وداعاً يا بكوات، تمر حنة، العمر لحظة، لعبة كل يوم" وقدم للإذاعة 9 أعمال أيضاً من دون حساب "إعرف عدوك"، منها أيضاً: "الصبر في الملاحات، قصص القرآن، إيزيس".

نادراً ما فاز الوسط الفني بفنان تتساوى في سيرته أخلاقه الرفيعة والمثالية مع إبداعه الفني، كما هي المعادلة مع عزت العلايلي رحمه الله.