13 شباط اليوم العالمي العاشر للإذاعة

في مثل هذا اليوم 13 شباط / فبراير قبل عشر سنوات بالتمام باشر العالم الإحتفال بيوم عالمي للإذاعة، وفق ما قررته منظمة اليونيسكو تيمناً بالتاريخ نفسه من العام 1946 حين إنطلق بث أول إذاعة للأمم المتحدة.

  • اليوم العالمي العاشر للإذاعة.
    اليوم العالمي العاشر للإذاعة.

كان فتحاً عظيماً للعالم أن يتواصل الناس عبرالإذاعة كوسيلة ترفيه ومعلومات وأخبار، وهو ما مكّن الحكومات من تنفيذ خطط توجيهية للمواطنين في كل المجالات وفي كافة الظروف مع فتح الباب لنداءات الإستغاثة في الأوضاع الدقيقة، قبل أن تدخل على الخط الفوائد الأخرى خصوصاً في عالم الفكر والأدب ثم الفنون الصوتية على إختلافها إنسجاماً مع حكمتنا الشعرية العربية " والأذن تعشق قبل العين أحياناً"، بما يؤشر على مسألة مهمة تتعلق بمستوى حضور الإذاعة في عصرنا المحكوم بقوة وجمال الصورة، ما بين أركانها الثلاثة: التلفزيون، السينما، وشاشة الكومبيوتر.

للعرب علاقة وطيدة مع الفن الإذاعي، تحديداً من خلال إذاعة الشرق الأدنى التي بدأت بثها من يافا في فلسطين ناطقة باللغة العربية وتابعة لوزارة الخارجية البريطانية، وبعد نكبة إغتصاب فلسطين إنفرط عقد موظفي الإذاعة الذين أبحروا إلى قبرص وأسسوا موقعاً للإذاعة ومنهم من إنتقل إلى بيروت ودمشق وبغداد وإفتتحوا مكاتب تابعة لها، وظلت الأمور متوترة وغير مستقرة حتى العدوان الثلاثي على مصر، ويومها طُلب من إدارة الإذاعة تأييد العدوان، لكن الإذاعة يومها بثت على مدى ساعات البث أناشيد وطنية وحماسية مع عبارتي: عاشت فلسطين، عاش عبد الناصر، لتقوم قوة بريطانية بإقتحام الإذاعة ووقف بثها نهائئياً.

وطويت صفحة هذا المنبر ليستفيد الفن الإذاعي من خبرات من كانوا روادها من مختلف أنحاء الوطن العربي (أمثال: صبحي أبو لغد، عبد المجيد أبو لبن، وغانم الدجاني – أشرفوا على تأهيل إذاعة لبنان عام 1959) والذين تتلمذوا على خبرات عدد من القامات المصرية (عبد الرحمن الخميسي، سامي داود، محمد فتحي، وعبد الوهاب يوسف) الذين كانوا زاروا يافا أواسط الأربعينات وأشرفوا على ورش تدريب إذاعيين صاروا كباراً وأسسوا في العواصم العربية نواة إذاعات لها قيمتها.

أما اليوم ومع طغيان الإهتمام بالصورة يطيب للبعض إعلان وفاة الإذاعة منذ باشرت حضارة الصورة بالهيمنة على إهتمامات الناس، ويحسب لمصر وسورية بشكل خاص حفاظهما على الإرث الخاص بالفن الإذاعي وتاريخه العربي، من خلال بث العديد من الإذاعات المتخصصة التابعة للسلطات الرسمية، مع إدارات متمكنة وواعية، إلى جانب الإفساح في المجال أمام جيل جديد من الإذاعيين لإفتتاح إذاعات تجارية خاصة لها جمهورها الشاب مع مناخ أقرب إلى الترفيه والتسلية.