المئوية الأولى لولادة "نهر العراق" الثالث : ناظم الغزالي

لقب نهر العراق الثالث، هو اللقب المحبب إلى قلب ناظم الغزالي، لأنه يربطه بأرضه وناسه وتاريخه. هذا العام هو الذكرى المئوية الأولى لولادة سفير الأغنية العراقية .

  • الفنان
    طرق الراحل معظم المقامات الغنائية وأجادها كلها

ولد الفنان العراقي الكبير والأصيل ناظم الغزالي، قبل 100 عام، وتوفي قبل 58 عاماً، بنوبة قلبية في عز عطائه، ولم يكن تجاوز بعد الـ 42 عاماً. لكنه، في غيابه كما في حضوره، ملأ الفضاء العربي والإغترابي بفن نافس الجديد، الذي ذاع صيته في أربعينيات القرن الماضي، من إبداع سيد درويش، ما خدم الأذن العربية في التمتع بركنين شاهقين من الحضور والإجادة.

الفنان الغزالي ردد دائماً أن طفولته الميلودرامية مع وفاة الأب، ثم الأم الكفيفة، ورعاية خالته له، شكلت جانباً مؤثراً وعميقاً في شخصيته، كما في صوته وأدائه. فكانت الكلمات تقطر دمعاً من حنجرته، حتى لا نقول دماً. كانت  من وحي الصور الحزينة التي واكبته صغيراً، فإستثمرها كبيراً من خلال موهبته في الغناء والتلحين.

 

  • لقبه الأحب إلى قلبه
    لقبه الأحب إلى قلبه

الغزالي مال في بداياته إلى فن التمثيل، وكاد أن يستمر في هذا الإتجاه، لولا أن أول أدواره وهو بعد في سن الـ 21 عاماً، كان غنائياً في مسرحية: "مجنون ليلى"، إذ أدّى أغنية: هلا هيا نطوي الفلا، التي كانت السبب في قبوله مطرباً بالإذاعة العراقية.

وما إن حل العام 1946 حتى قصد فلسطين، وغنى عدداً من الأغنيات للجيش العراقي. ووضع لحنين تحولا تباعاً إلى مادة يومية لكل الإذاعات: "أحبك وأحب كل مين يحبك"، و"قوللي يا حلو منين الله جابك"، ليتعاون في تلك الفترة مع العوّاد جميل بشير، والملحن ناظم نعيم، في وقت كان تشبّع فيه من المحاضرات التي تابعها في المعهد حول أصول التمثيل، وأُتيحت له فرصة التدرب على الأداء الصحيح بالصوت، على يد عميد المسرح العراقي: حقي الشبلي.

طرق هذا الفنان، معظم المقامات الغنائية وأجادها كلها، لقد امتلك موهبة نادرة في حنجرته، أتاحت له فرصة التكيف والانعطاف إلى الحد الأقصى، بصوته من دون أي إنقطاع، أو ضعف، فغنّى وأمتع ووصل إلى أبعد مدى بكامل تفاصيله الدرامية المؤثرة. ولأنه يحب ما يقوم به، كان قريباً من معظم نجوم عصره، ولو أن القدر أراد له عمراً أطول، لاستمعنا إليه في إغنيات لحنها له الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي وعده بتعاون كثيف، وكان إلتقى وديع الصافي، فريد الأطرش، نجاة الصغيرة، وغيرهم من كبار ذاك الزمن.