أميركا تُلقي قنبلة نووية على لاس فيغاس في فيلم "جيش الموتى"

منذ قنبلتي هيروشيما وناكازاكي اللتين أنهتا الحرب الثانية، لم تُعلن أميركا أنها إستعملت السلاح النووي مجدداً حتى كان فيلم "ARMY OF THE DEAD" لـ "زاك سنايدر"، حيث ألقيت قنبلة نووية تكتيكية على لاس فيغاس للقضاء على الأموات الأحياء فيها.

  • ملصق الشريط
    ملصق الشريط

148 دقيقة من الأكشن، والقتل السهل، رصاص في الرأس يُفجر جماجم الأموات الأحياء، أو قنابل تذيب أجسادهم، ولا مجال لتعداد الجثث، أو ملاحظة كميات الدماء التي تسيل، مع مشاهد لمناطق رحبة مُحيت كل المعالم العمرانية فيها.

كل هذا من أجل تقديم صور بشعة عن معارك ضارية إعترف الجيش الأميركي بهزيمته أمام هذه الكيانات المتوحشة التي إخترعتها هوليوود وصدقتها وتابعت معها مشوار الحكايات، حتى إذا ما سُدّت المنافذ أمام كتاب السيناريو لجأوا إلى الحسم المدوّي عن طريق السلاح النووي، فإثر أوسع المواجهات ظلت أعداد الأموات الأحياء تتكاثر بسرعة من دون القدرة على الحد من خطرها، فلجأ الجيش بعدما تكبد خسائر كبيرة إلى حل يقضي بالإبادة الجماعية.

  • "ديف بوتيستا" كما ظهر في الفيلم قبل مصرعه

هذا على الصعيد الرسمي، حيث تم الإستحصال على موافقة الكونغرس الأميركي بإلقاء قنبلة نووية تكتيكية منخفضة المفعول على المدينة وقت المغيب يوم الرابع من تموز/يوليو؛ العيد الوطني الأميركي، للقضاء على الأموات الأحياء المتحصنين فيها.

أما الحدث، ففي مكاتب ودهاليز أصحاب المصالح من الأثرياء حيث يقرر السيناريو الذي اشتغل عليه المخرج زاك سنايدر، مع شاي هاتن، وجوبي هارولد، أن جهة يابانية تريد إنقاذ 200 مليون دولار من خزنة بأحد مباني لاس فيغاس (الفكرة ليست جديدة) فتعمد إلى مقاتل مشهود له: سكوت وارن (داف بوتيستا) تطلب منه تشكيل فريق لإستعادة المال قبل إلقاء القنبلة، مقابل 50 مليون دولار، ويجمع سكوت عدداً من رفاقه من الجنسين ويدخل المدينة ليخسر معظم الفريق، وليضيع المال، فلا يبقى إلاّ القليل أعطاه لإبنته كايت (الإنكليزية إيللا بورنيل) بعد إصابته المميتة.

  • المخرج ومدير التصوير زاك سنايدر محاطاً بالهياكل العظمية
    المخرج ومدير التصوير زاك سنايدر محاطاً بالهياكل العظمية

نعم الفيلم يُضحّي ببطله لصالح التعاطي مع الموضوع من وجهة نظر الفوز بكيفية إبادة هذه الكائنات لمنعها من التسلل إلى المجتمع الأميركي وقتله. لكن أطنان الدماء المستعملة في الفيلم لا تضيف الكثير على أهمية وتميز الفيلم، فقط هو اللون الأحمر الغالب على معظم المشاهد، مع قدرة غريبة عند المخرج سنايدر (صاحب القصة، والمشارك في السيناريو، ومدير التصوير، والمساهم الأول في الإنتاج) لإبتداع كل هذا العنف على الشاشة، من دون ملاحظة وجود أي غاية نبيلة معينة لما أنجزه، حتى عضلات بوتيستا لم تنفعه، ولا المنشار الحديدي المبتكر بين يدي سيد العضلات من أصول أفريقية أوماري هاردويك خدم في الإقناع بدور مميز، إننا ببساطة أمام كوكتيل من الدماء والعنف لوجوه قديمة لم نكن بحاجة لمشاهدتها مجدداً.