إحتجاجات على هدم منزل الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي

إزالة منزل الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي تثير احتجاجات في تونس ووالي منطقة توزر يلفت إلى أنّ المنزل يندرج في نطاق الملك الخاص لورثة صاحب "إذا الشعب يوماً أراد الحياة".

عبد الرؤوف الشابي: ورثة الشاعر قاموا بهدم المنزل منذ ما يقارب عشر سنوات
أدى هدم منزل الشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي، الملقّب بـ"شاعر الخضراء" إلى حملة استهجانٍ كبيرة في الوسط التونسي والعربي، حيث تحضر قصائد هذا الشاعر وتتردّد في العديد من الثورات العربية وجولات المقاومة ضد الاحتلال لتشكل جزءً من الوعي العربي الأصيل.

ففي حين تحافظ الدول على بيوت أهم فنّانيها، كمنزل الروائي إرنست همنغواي في أميركا الذي يزوره مئات السيّاح يومياً، أو منزل الموسيقي النمساوي فولف غانغ أماديوس مودزارت، ما الذي كان يمنع أن يتحوّل منزل الشابي أيضاً إلى مزارٍ سياحيّ يعبّر عن تاريخ تونس والحضارة العربية؟

برّرت السلطات الرسمية التونسية الأمر بأنّ من أقدم على هدم البيت هم ورثة الشابّي، وأنها حينما عرضت ترميمه في تسعينيّات القرن الماضي وجدت الورثة مشتّتين خارج البلاد ما استدعى سحب مشروع الترميم.

وأفاد والي منطقة توزر التونسية منير الحامدي أن كل ما تبنّته وزارة الثقافة من ضريح ومخطوطات وكتب تابعة لشاعر تونس الأول أبو القاسم الشابي لا يزال في الحفظ والأمان، ولم تطله عمليات البيع، ومازال قبلة للزوار. أما منزل الشابي الذي لا يندرج ضمن ما تبنّته وزارة الثقافة التونسية، فهو "يندرج في إطار الملك الخاص لورثة الشابي ولهم حرّية التصرف فيه" بحسب الحامدي.

وفي السياق ذاته، قال عبد الرؤوف الشابي عضو مجلس النواب عن ولاية توزر وأحد أقرباء الشابي، "إن الصورة التي ظهرت في مواقع إلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي صورة مغلوطة"، وأكّد أن ورثة الشاعر قاموا بهدم المنزل منذ ما يقارب عشر سنوات وتركوا الأرض بيضاء وتم بيعها لأنها ملك خاص.


وشهدت صفحات التواصل الإجتماعي تفاعلاً حول الموضوع خيّم عليه رفض خسارة منزل الشاعر التونسي. فعبّر البعض عن رفضه لإزالة المنزل فيما ذكّر البعض بقيمة الشابي الثقافية والفنية.

كما رأى بعض الناشطين أنّه كان من الواجب على الدولة التونسية توفير المال لشراء المنزل وتحويله إلى معلم ثقافي لـ"شاعر تونس الفذ". 


وولد الشابي في قرية الشابية في ولاية توزر. ولعلّ من أكثر قصائده شهرة هي "إرادة الحياة" التي يحفظ كثيرون مطلعها "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر" وغناها عدد من الفنانين.