مسدس في رأس صهر لبنان

منذ 13 أيار/مايو الماضي والصالات الأميركية تعرض أحدث فيلم لجورج كلوني وجوليا روبرتس بعنوان: وحش المال (money monster) بإدارة الممثلة والمخرجة جودي فوستر، تزامناً مع مشاركته في مهرجان كان السينمائي الدولي، وهو يدور حول مقدّم البرامج الديناميكي لي غاتس (كلوني) الذي يتعرض لعملية إقتحام أحد المسلحين الشباب للأستوديو ووضع مسدسه في رأس صهر لبنان( كلوني المتزوج من اللبنانية أمل علم الدين) مطالباً بوقف الأكاذيب الإقتصادية.

جورج كلوني لحظة تهديده بالقتل داخل استديو "وحش المال"
ليس عملاً عابراً جمع كلوني وروبرتس أمام كاميرا لفوستر التي خذلت حتى الشاب الذي حاول إغتيال الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان كرمى لفت إنتباهها إليه، عندما تزوجت من صديقة لها، لكن هذا الموضوع قد لا يهز مشاعر جمهورها الأميركي أو حتى الغربي، أما عندنا فقد أشعرتنا بإنكسار . ونحن نعوّض هنا بالفوز الساحق للمحامية اللبنانية في لندن أمل علم الدين التي أخذت كلوني من كل شقراوات هوليوود والغرب.

كلوني في الشريط الجديد خفيف الظل جداً حتى وهو تحت تهديد السلاح في عمل أقرب ما يكون إلى تلفزيون الواقع، تماماً كما حصل مع التعاون السينمائي بين داستن هوفمان وجون ترافولتا الذي إقتحم أستوديو التلفزيون طالباً عرض ظلامته على عموم الأميركيين، أما مع : وحش المال، البرنامج الذي يقدمه غاتس، فالأمر يتعلق بالكشف عن حالات الإحتيال التي يتم تمريرها من دون إنتباه أحد، وتلعب روبرتس دور منتجة البرنامج باتي فيني، التي تبقى على أعصابها طوال فترة إحتجاز غاتس كرهينة.

ومن خلال الحيتيات التي صاغها في سيناريو:جيمي لندن،آلان دوبيار، وجيم كوف، عن قصة للأخيرين، نعثر في البرنامج على حالات تورط عالية النسبة في صفقات وعمليات لها أول وليس لها آخر. لذا كان لافتاً ذاك التعاطف بين غاتس والمسلح، لا بل إنه تعامل   مع إصابته بالرصاص لاحقاً وكأن المصاب نجله وليس خاطفه.كل هذا جعل من الموضوع أشبه ببلوف علينا نحن المشاهدين بدأ يتوضح بعد الخروج من الأستوديو إلى الشارع وسط مئات من رجال البوليس المهددين هم أيضاً بأي حركة غير محسوبة من الخاطف.

الإنسجام بين كلوني و روبرتس، بدا ترجمة إحترافية لنجمين كبيرين يحملان وزر سنوات من الخبرة والتطلع إلى أبعد دائماً منعاً لحصول إخفاقات مميتة على سمعة الكبار، وقد ظهرا في مهرجان كان متجاورين تماماً يقف هو في الوسط بينها وبين أمل.