إزالة تمثال عبد الوهاب في مسقط رأسه لمعالجته من التشويه

واقعة مؤسفة طالت تمثال الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب في مسقط رأسه باب الشعرية (من أحياء القاهرة) فقد تعرّض التمثال للتشويه من مجموعة عمال دهان حاولوا ترميمه بعد ظهور عيوب بارزة فيه نتيجة قيام أحد العمال بإصلاح الشروخ البارزة بطريقة بدائية، مما إستدعى صدور أمر من محافظ القاهرة بإزالته والعمل على معالجته من قبل فنان تشكيلي.

تعرّض التمثال للتشويه من مجموعة عمّال دهان حاولوا ترميمه
المشكلة حصلت منذ البداية مع السماح لأحد العمال الماهرين بتنفيذ تمثال للموسيقار يوضع في باب الشعرية طبق الأصل عن ذاك الموجود في حديقة دار الأوبرا من إبداع الفنان المعروف طارق الكومي، والذي شاهدناه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي خلال تغطيتنا لمهرجان القاهرة السينمائي، يومها لاحظنا وجود كتل من بقايا روث الطيور على رأس التمثال بشكل يبدو معه وكأنها قبعة، وحادثنا عاملاً في المكان طالبين منه تنظيف التمثال لأنه مشهد غير لائق فردّ ببساطة: "هي الطيور بتعملها كل يوم مش هينفع ننظف اليوم وبكرا هيكون الوضع زي ما هوه، المشكلة إن التمثال موقعو غلط".

ولأن النسخة التقليد كانت سيئة وبمواد غير جيدة وتنفيذ هاوٍ وبدأت تتحلل وتتفسخ، أسندت لبعض عمال الدهان معالجته، وإذا بهم لا يفقهون سوى دهان الرأس باللون الذهبي وبذلته باللون البني بطريقة بدائية لا تليق بالفنان الكبير، وإنتشرت تعليقات لا حدّ لها طالت شكل التمثال الذي لم يعد يشبه الموسيقار بقدر شبهه بالرئيس السابق محمد حسني مبارك.
وتفاعلت الأجواء ليشعر الفنان الكومي بأن المطلوب ترميم وتصليح التمثال من قبل فنان تشكيلي يكون قادراً بحسه على ضبط كل ترد أو تشويه بأسلوب راق.
وسرعان ما إستجاب محافظ القاهرة جلال مصطفى سعيد وأمر بإزالة التمثال من مكانه فوراً، والطلب من نقابة الفنانين التشكيليين تكليف أحد أعضائها إعادة التمثال إلى صورته الأولى، من دون تحديد وقت لإنجازه.
 وكانت الصور العديدة كشفت عن العشوائيات التي تحيط بالتمثال إلى حدّ تغطيته، وأشارت السيدة عفت عبد الوهاب( إبنة الموسيقار) إلى أنه من الأفضل إزالة التمثال على تركه مشوّهاً، وهي أثنت على طريقةالتعامل مع تمثال والدها في بيروت لأنه يعامل أفضل معاملة منذ 70 عاماً.