عندما يتلاطم العملاء السريون من كل حدب وصوب

مشغولة أفلام هوليوود بشكل مكثف ولافت منذ أشهر، بالعملاء التابعين لروسيا أولاً ثم لعدد من الدول الأوروبية الغربية الإنكليزية والفرنسية، على أن تكون الغلبة في النهاية للأميركيين، والمثال الصارخ على هذه الصورة شريط ذكي ومتداخل الأحداث بعنوان "kingsman: the golden circle " إخراج "ماثيو فوغن" عن نص كتبه مع "جين غولدمان" إستناداً إلى سلسلة "comic book the secret service".

ملصق الفيلم

5 أسماء كبيرة حاضرة في أحداث الفيلم:"جوليان مور"(بوبي) "كولن فيرث"(هاري هارت) "شانينغ تاتوم"(تيكيلا) "هال بيري"(غينغر) "إيلتون جون"( هو نفسه)، إضافة إلى الممثل الشاب "تارون إيغرتون" (في شخصية: إغسي)، يتناوبون إنجاز خطط مخابراتية عبر عملاء سريين قادرين على الولوج إلى أهم الشركات والإدارات العامة والخاصة، ومعرفة ما يجري فيها من حيثيات قد يكون مهماً وقفها قبل قوات الأوان، وبين الوقت والآخر تجري عملية معينة لها طابع تخريبي أو تحريضي، في محاولة لإستفزاز باقي العملاء في الأجهزة الرديفة والمنافسة، ويكون المشهد الأهم عندما يتواجد عملاء من كل الأطياف في مكان واحد، عندها يصبح للمواجهات معنى، وتبدأ المؤثرات الخاصة والمشهدية بقيادة "روبن بافيس" عملها الميداني.

 

ولنتصور مدى الجهد الذي يبذله المخرج "فوغن" وهو محاط بـ 28 مساعداً، وهو رقم غير هيّن، ويعني أن المخرج منوط به مهمات كثيرة ومتنوعة عليه إنجازها، في وقت تبدو الشخصيات الرئيسية مغردة بشكل مستقل ثم جماعي ثم عندما تلتقي وجهاً لوجه تتصادم بقوة، لتدرك سريعاً أن عليها الإنسجام مع بعضها البعض بعيداً عن الرغبة في الهيمنة على الأحداث لكسب الأجواء ومنع إختراقها بسهولة."إيغسي" أقرب إلى الساحر في مواجهاته، ومناوراته، فلا أحد يعرف مكان تواجده أو الخطط التي يُعدّ لتنفيذها في هذا الموقع أوذاك.بينما يقوم زميله "غوردن ألكسندر" بتجسيد دور"كينغسمان" إسم شركة الملابس التي تم تدمير دعائمها بالكامل، وبالتالي تشرذمت كل الطاقات، مما أوجب جمعها وتصويب وجهتها، بما يتناسب وأركان الإنقاذ مما يتخبطون فيه.

 

ينجم عن هذه الحال نشوء قوتين مميزتين وإيجابيتين، تتعاونان على دحر قوة ثالثة تعتمد التخريب والإرهاب من دون رادع، وتُخاض معارك حادة، تكون الغلبة فيها للمخابرات الرسمية الأميركية، مع الإنكليزية ممثلة بـ "هارت" الذي يقاتل بأدوات عادية (مظلة، أو صحون مقاتلة) لكنها فاعلة جداً كونها مجهزة ببارود خاص يقضي على الخصوم في لحظات، وهم تحت عباءة مؤسسة "كينغسمان"المرجعية الحاضنة لكل التحركات التي يقوم بها عملاء غربيون متجانسو الأفكار والأهداف.