19 جثة متفحمة لإطفائيين تصدّوا لحريق غابات

وقائع حقيقية شهدتها منطقة غابات أميركية، مع مهمات فريق إطفاء تابع لإحدى المناطق الهادئة التي خسرت 19 إطفائياً في وقت واحد، ونجا العضو العشرون "بريندان ماكونوغ" (مايلز تيلر) بالصدفة، لتبدو القرية غارقة في بحرمن الحزن لفّها بكاملها، من ضمن أحداث فيلم "only the brave" للمخرج "جوزيف كوزينسكي" الذي صوّر في "لوس ألموس، ونيو مكسيكو (أميركا) بميزانية 38 مليون دولار.

إستند كاتبا السيناريو "كن نولان" و"إريك وارين سانغر" إلى مقالة وقّعها "شون فلين"، تضمنت تفاصيل ما واجهه فريق رجال الإطفاء المؤلف من 20 شاباً، والذي يعتبر عدده متواضعاً جداً بالمقارنة مع مساحة الغابات الشاسعة جداً، بدليل أنه كلما إندلع حريق كبيراً كان أم صغيراً يشعر الأطفائيون أنهم عاجزون عن تلبية الإحتياجات لمعالجته، رغم المساندة الجوية التي تحاول التخفيف من غلواء غول الحرائق العملاقة، التي تلتهم كل ما تواجهه أمامها. في وقت يركز فيه الفيلم على الحياة الإجتماعية لعدد من العناصر، مركّزاً على عدم رضى الزوجات عن تفرّغ رجالهن لمهمات الإطفاء الخطيرة بعيداً عن بيوتهم وعائلاتهم، مما يعرض حياة كل منهم إلى جحيم يهددهم بالإنفصال وخسارة عائلاتهم على حساب أداء واجبهم العملي على خير ما يرام.

خطّان متوازيان يشتغل عليهما النص.الحياة الخاصة لقائد الفريق إيريك مارش (جوش برولن) الذي يعيش مع زوجته أماندا (جنيفر كونيللي) من دون أولاد، وبعدما كانت إرتضت العيش من دون أبناء، إذا بها تكاد تختنق من الوحدة في غياب زوجها الدائم فتعاود سيرتها الأولى وتطلب اللجوء إلى طريقة يستطيعان من خلالها الفوز بخلف صالح، ويرتفع صوتاهما، فلا هو قادر على التخفيف من مهماته لمواجهة حرائق الغابة، ولا هي مستعدة للصبر أكثر بعدما تبين أن الأمور لن تتبدل أبداً وعليها التكيف مع هذا الواقع. والخط الثاني رصد التطورات في حياة الشاب اللاهي "بريندان" الذي إعتبر دخول هذا المعترك نوعاً من الإنقاذ لحياته المستقبلية بعدما سُدّت في وجهه العديد من الأبواب، وبدأ يغيّر مفاهيمه وهو في السجن بعدما علم أن صديقته حملت منه، ثم أنجبت فقررأن يبدّل سلوكه كرمى ولده وزوجته.

وتشكّل النيران المشتعلة على مساحات واسعة، مشاهد لا تغيب كثيراً عن الشاشة، حيث عمل تقنيو المؤثرات المشهدية بإدارة "إريك بابا" بإجتهاد لتقديم ما يبهر العين من اللقطات التي تخطف الأنفاس، من شدة النيران، إلى سرعة إلتهامها لكل ما يظهر أمامها، وكان مؤثراً أداء "بريندان" حين كلف بمهمة فغاب عن زملائه في المجموعة حين حاصرتهم النيران، ولم يكن أمام قائدهم "مارش" من وسيلة إنقاذ، سوى إعطاء الأمر بأن يلبسوا رداء الحماية من الحريق، وينبطحوا أرضاً مستسلمين لقدرهم الذي كان إحتراق الـ 19 إطفائياً وتفحم جثثهم المتلاصقة كما كانوا في الحياة. وممن شارك في التمثيل أيضاً (جف بريدجز، جيمس بادج دال، تايلور كيتش، وأندي ماكدويل).