"كلوني" يقتل أبطاله ويتوج طفلاً سيد اللعبة

"صهر لبنان" والنجم أمام وخلف الكاميرا "جورج كلوني" باشر العروض العالمية لفيلمه الجديد مخرجاً "suburbicon" الذي كان عرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي، وعرف ردات فعل إيجابية نقدياً وجماهيرياً، خصوصاً وأنه يعالج قضية إجتماعية حساسة،تتعلق بطفل قتل والده الذي قضى على أفراد عائلته سعياً وراء الفوز بمال التأمين قبل 60 عاماً.

فيلم قوي، جاذب، عميق في الرسائل التي يطلقها إجتماعياً وسياسياً، عبر أحداث ووقائع تنطلق في العام 1947 في منطقة نموذجية تدعى "suburbicon" أنشئت كتجمع أميركي لمختلف الشرائح الإجتماعية، عبر حياة مختلفة في التسهيلات المتوفرة لكل القاطنين فيها، مع الإعتراف بالتمييز العنصري ضد السود عبر مقاطعتهم ومحاصرتهم ثم تدمير وإحراق منازلهم وممتلكاتهم مطالبين برحيلهم عن المنطقة إلى أماكن أخرى، ومع هذا السياق رصد حياة أحد الأميركيين الذي يعمل في مؤسسة مالية يدعى "غاردنر"( مات دامون) ويعرف عنه الصمت المطبق دائماً وبدل أن يتكلم يفعل، فهو حيّر المافيات التي سعت للفوز بماله في وقت كان يتفق مع "مارغريت"( جوليان مور) شقيقة زوجته "روز"( مور أيضاً)على طريقة للتخلص من "روز" للفوز بمال التأمين الذي كشفه مندوب التأمين وقضى متسمماً بمسحوق جلي وضعته "مارغريت" له في الشاي.

رجلا عصابة هاجما العائلة وخدّرا أفرادها ليتبيّن أن الكمية التي تنشقتها "روز" كانت زائدة مما تسبب في وفاتها، ليكتشف التأمين أن الزوج "غاردنر" أسهم في قتل "روز عمداً، ولم يلبث مندوب التأمين أن تسمم بعدما إكتشف ذلك، بينما "ميتش" شقيق "روز" قضى بطعنة في ظهره بعدما أنقذ الطفل "نيكي" من الموت بيد رجل العصابات الذي قضى بمسدسه، والذي بات سلاحاً فردياً بيد "نيكي"، والذي أخذه منه والده، وأجلسه قبالته، محاولاً إستمالته إليه لإبلاغ البوليس رواية موحدة حول معظم الجرائم المرتكبة ضمن العائلة التي ما إن توفيت "روز" حتى بدت العلاقة بين شقيقتها"مارغريت" و"غاردنر" أقرب إلى الزوجين مما عزز قناعة الطفل بأن والده مشارك في مؤامرة قتل أمه. وقد كان "نيكي" جريئاً حين خاطب والده بالقول"أنت مسؤول عن كل الوفيات التي حصلت" فإستشاط "غاردنر غضباً وهدد الطفل بأوخم العواقب إذا لم يكن إيجابياً في موقفه.

ويأتي المشهد التالي لنرى "نيكي" يشاهد برامج التلفزيون، وتنسحب اللقطة ليظهر"غاردنر" ورأسه على الطاولة والطفل لا يأبه به، بل يغادر للعب مع جاره وصديقه من الملونين، تاركاً جثة والده داخل المنزل، وكأنما حصلت حالة تطهيرية للعائلة، من كل السلبيات التي ظهرت منذ رحيل "روز". "كلوني" سيد التفاصيل الدقيقة، قدّم فيلماً متكاملاً، وكان موفقاً جداً بالدور الذي قدمه لـ "مات دامون"، وكذلك بالطفل "نواه جيب" في شخصية"نيكي"، الذي ظل مجهول ردة الفعل حتى تخلص من والده المجرم.