إمرأة تكسر إمرأة .. من الغيرة

من حسن الحظ أن فرنسا تنتج سنوياً عدداً من الأفلام الجيدة الصنع والهادفة إلى ترسيخ صور إيجابية عنها في أذهان المشاهدين، بعيداً عن صخب السينما الأميركية، خصوصاً في مجالي الدراما والكوميديا. ونفوز أكثر حين نشاهد فيلماً يجمع النقيضين ويحمل في مضمونه شذرات من الحب لم نعتدها مع مثل الظروف العاطفية السائدة، لكنها من دون شك حالة لافتة تستدعي قراءة متأنية.

"madame"، شريط جميل، تعاونت عليه عدة جنسيات، فالمخرجة "أماندا سذيرز" فرنسية في التاسعة والثلاثين من العمر، والبطلتان أوسترالية (توني كوليت - أوسترالية 45 عاماً) وأسبانية (روسي دي بالما - 53 عاماً) والممثلان أميركي (هارفي كيتل - 78 عاماً) وإيرلندي (مايكل سمايلي – 44 عاماً)، وهكذا أشعرنا الفيلم بأنه خلطة موفقة جمعت الكثير من الصفات والملامح وحتى العصور، وسجّلت موقفاً نعرفه في يومياتنا عن الحب والغيرة والخيانة، ومع من، مع إمرأة لم تُمنح أي نذر من الجمال وتدعى "ماريا"(روسي) وتعمل في مطبخ أحد القصور، صودف أن سيدة القصر"آن فريدريكس" (كوليت) إحتاجت إلى سيدة تسد فراغاً بحيث تشغل مقعداً في إحدى دعواتها، وطرحت "ماريا" نفسها البديلة، وبعد تردد وافقت عليها مشترطة ألاّ تأكل أو تتحدث مع أحد.

المبادرة كانت بدايتها فعل سعادة لـ"ماريا" التي وقع في غرامها رجل الأعمال الثري "ديفيد ريفيل"(مايكل سمايلي) وبات أسيرها يُسمعها أحلى الكلام، هائماً بجمال يراه وحده دون الناس كلهم، وكانت أيضاً فعل دهشة وعدم تصديق لدى سيدتها "آن" التي لم تصدق هي وزوجها "بوب" أن هناك من يمكن أن يقع في غرام إمرأة دميمة إلى هذا الحد، وحين صادفته "آن" أبلغته أنها غير مصدّقة بأنه غارق في حب "ماريا"، عارضة نفسها عشيقة بديلة، ثم هامسة في أذنه بسر عن الحبيبة الخادمة دفعه لأن يقطع علاقته وإهتمامه بها نهائياً، وهي ظهرت في حالة إندهاش لا يوصف وقد بات أمامها مقطوع الصلة بها وهي غير عارفة ماذا تفعل، كونه لا يرد على إتصالاتها، ولا يقول شيئاً يفهمها ماذا حصل حتى إنقلب عليها على هذه الصورة.

الحل عندها كان عندما حزمت أغراضها وغادرت القصر إلى مكان غير معروف، بينما بدا هو غيرمكترث بها بالمرة عندما مرّت من أمامه، وباشرت السيدة "آن" علاقة وطيدة بـ "ديفيد" بعدما فسخت العلاقة بينه وبين "ماريا"، معتبرة أنها فازت في هذه اللعبة. وبالتالي كل ما فعلته إنحصربكسر غريمتها "ماريا" من الغيرة، في شريط مدته ساعة و31 دقيقة، موعده على الشاشات الأميركية في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.