"لطيفة" في مكة: واجب ديني أم إشارة إعتزال

منذ سنوات غاب الحديث عن إعتزال الفنانات، بعد موجة عارمة من الأخذ والرد حول الدوافع التي فرضت هذا الحراك، مع كلام لم ينته عن تكفير الفن من عدمه، ومنذ أيام نشرت المطربة والممثلة "لطيفة التونسية" على موقعها صورة لها في الحرم المكّي، بكامل المظهر الإيماني الذي يوحي بالتقوى والورع والخشوع، بعد وقت قصير على تصريحات لـ "لطيفة" نشرتها الصحف التونسية تتناول رغبتها في الإعتزال منتقدة الوسط الفني بأنه فقد الكثير من مقوّمات إحترامه عند الناس.

"لطيفة" في الحرم المكي

غطاء رأس شرعي، عصبة بيضاء فوقها مساحة أرحب باللون الأسود، ولقطة تُظهر جانباً من رحاب المكان الطاهر وكلمات عن لسان "لطيفة" تكمّل المشهد الديني "الحمد لله تعالى أن أنعم علي بالعمرة في رمضان، وأن قدّر لي أجمل الأعياد زائرة لسيدي رسول الله عليه الصلاة والسلام". هذا المناخ أعقب أسابيع قليلة من ظهور كلام منسوب إلى الفنانة "لطيفة" يلحظ إمتعاضها من الأوضاع الفنية السائدة، ورغبتها في أن تكون متصالحة مع نفسها وجمهورها، في أقرب وقت ممكن. وهي لم تقل ماذا ستفعل فهل أداء فريضة العمرة إشارة إلى رغبة الفنانة العذبة الصوت في ترك الساحة الفنية.

لم تكن "لطيفة" رقماً سهلاً في معادلة الغناء وهي التي واكبت عز الفنانة الكبيرة "وردة"، وحضرت مع "ميادة الحناوي"، وإختارها المخرج الكبير "يوسف شاهين" بطلة لفيلمه "سكوت حنصور"، وحظيت بثقة الشاعر الكبير الراحل "عبد الوهاب محمد" الذي غنّت له عدداً غير قليل من القصائد، فيما واكبت عصر السنوات الأخيرة من حياة الكبار في القاهرة (محمد الموجي، بليغ حمدي، وغيرهما) وعرفت نجاحات طيبة كمطربة حفلات ضخمة ومهرجانات.