حشد كثيف من المواطنين توافد أفراده من عموم القرى المجاورة، وأماكن أخرى أبعد، فكان لقاء جامع قدّر عدد المشاركين فيه بالآلاف، ومن كل الأعمار في مناخ أشبه بـ "صندوق الفرجة" الذي يحتوي على تشكيلة عروض غنائية وإستعراضية غاية في التنوع ، همها زرع الفرح وبث روح التفاؤل في نفوس الحاضرين، لذا واكبنا الغناء والرقص واللوحات الإستعراضية الفولكلورية والمعاصرة، مع مناخ رياضي تمثل في حضور لاعبي فريقي النجمة والصفاء لكرة القدم، إلتزم تقديمهما تباعاً الزميلان "طوني" و"ميشال"، إنسجاماً مع حمى المونديال المسيطرة على إهتمامات الناس عندنا وفي كل مكان من المعمورة. وخدمت الأجواء الصاخبة شاشة عملاقة في خلفية المسرح رصدت كواليس الخشبة وجعلت الأجواء مفتوحة على الناس بالكامل.

طبعاً كان في ذهن الجميع أن نجم اللقاء سيكون الفنان "ملحم زين" الأشهر بلقب "ريّس الأغنية اللبنانية"، فهو حين يصدح بالبلدي، لا تعود هناك مساحة فراغ بينه وبين أبعد الحضور في ساحة المهرجان، ساحة المرج، الرحبة المساحة، والمنبسطة طولاً بحيث تُغطّي مدىً شاسعاً من وسط البلدة الأقرب إلى ساحة مدينة تجارية. الأبرز في البرمجة تقديم العمل الغنائي الأول للفنان "بديع أبو شقرا" بعنوان "حب ومتراس"، فكان لافتاً جداً التفاعل في هذه المنطقة مع أناشيد حزبية للقوات اللبنانية، والكتائب، وحتى النشيد العوني (نسبة إلى الرئيس ميشال عون) وفيه "عونك جايي من الله" أنشده "بديع" وردده الحضور في وقت كانت فيه التعليقات السياسية على موقف النائب السابق ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي "وليد جنبلاط" من العهد، من قبل نواب "تكتل لبنان القوي" ما تزال على أشدّها.

مسك ختام المهرجان كان الحضور الآسر للفنان "ملحم زين" مع إبتسامته الودودة، وتواضعه الجم، وصوته الهادر حين يتطلب الموقف قوة وعنفواناً، والحساس الدافئ مع أجواء الرومانسية والحب الصادق (ضللي إضحكي، شو جابك عندنا يا زغيري، قلبي ع زوقك مشّيه، علواه، عالعين موليتين، لا تبوح، بشكيك لـ الله، كل مرة بتحطي الحق عليي، العدل يا حبيبي، يا حفار حفور قبري)، وزاد من لهفة الإستماع تقديمه الموهبة الواعدة والفذة "سلطان حمدان حيث أفسح له في المجال لأداء 3 أغنيات وهو يستمتع بصوته ويبادر بكلام مبارك لصوته.