ربع قرن على غياب دينامو الموسيقى العربية "بليغ حمدي"

   عاماً بعد عام ومنذ 25 سنة نحتفل في الثاني عشر من أيلول/سبتمبر بالذكرى السنوية لوفاة الموسيقار "بليغ حمدي" عن 62 عاماً متأثراً بتداعيات في الكبد، بعدما أثرى الأذن العربية بأوسع تشكيلة من الألحان التي تعلق سريعاً في الذهن وتدخل القلوب بود وشفافية، وكان العندليب "عبد الحليم حافظ" وصفه بأنه "أمل مصر في الموسيقى" بينما إعترف له كبار الفنانين بعبقريته النغمية.

الموسيقار بليغ حمدة

ربع قرن من الغياب تبدو ميدانياً حضوراً كاسحاً من خلال كمّ الألحان التي صاغها وعرفت ذيوعاً بأصوات كبارالمطربات والمطربين في مصر وباقي الأقطار العربية. فإذا ذكرنا "أم كلثوم" نتذكر (أنساك، حب إيه، ظلمنا الحب، بعيد عنك، ألف ليلة وليلة، فات الميعاد، الحب كله، حكم علينا الهوى) أو "عبد الحليم" (سواح، على حسب وداد قلبي، موعود ، مدّاح القمر، تخونوه، خسارة، حبيبتي من تكون) أو "وردة" (عايزة معجزة، العيون السود، يا نخلتين، أحضنوا الأيام) أو "شادية" (والله يا زمن، قولوا لعين الشمس، آه يا أسمراني اللون، الحنّة) أو "صباح" (زي العسل، عاشقة وغلبانة والنبي، كل حب وإنت طيب، جاني وطلب السماح) أو "نجاة" (سكة العاشقين، الطير المسافر، في وسط الطريق) أو "فايزة أحمد" (ما تحبنيش بالشكل ده، عشان أحب، حبيبي يا متغرب) أو "ميادة الحناوي" (أنا بعشقك، مش عوايدك، الحب اللي كان، فاتت سنة) أو "عزيزة جلال" (حرّمت الحب علي، مستنياك) أو "هاني شاكر" (عوّمني في بحر عينيك، هوه اللي إختار)، أو "محمد رشدي" (عدوية، ميتا أشوفك، ما على العاشق ملام) أو "عفاف راضي" (عطاشى، ردوا السلام، وهوا يا هوا) و "محرم فؤاد" (سلامات، وغزال إسكندراني) أو محمد العزبي" (بهية).

"بليغ" نادراً ما قال لا لأي صوت جميل جيد وقادر. وقد وسّع شبكة ألحانه عربياً فأعطى المغربيتين "عزيزة جلال" و"سميرة سعيد" (خلاص حبّينا، مسا الجمال)، والسوريتين "ميادة الحناوي"، و"أصالة" (حلم غميق)و التونسيتين "ذكرى" (يا وابور يا مروّح بلدي) و "لطيفة" (ما بنامش الليل، و مسا الجمال)، والسعوديين "طلال المدّاح" (يا قمرنا) و "محمد عبدة" (يا ليلة) ومن لبنان "صباح" و "وليد توفيق" (هوا المشاوير). وكانت له مواقف داعمة لجيل الشباب ولم يكن يسمح لأي شخص أن يتطاول عليهم، معتبراً أنهم يغنّون لزمن غير هذا الزمن، لذا فهو لحن لـ "أحمد عدوية" (بنج بنج) مشيراً إلى أن ما كان يغنيه أمام الكبار من مطربي ذاك الزمان، كان توطئة لما عرفناه من موجة غناء في التسعينات وما تلاها حتى يومنا هذا.

كان هذا الفنان يمتلك حساً وطنياً خاصاً دفعه إلى إقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة لكي ينجز أغان وطنية في عز الأزمات مما أثمر(بسم الله، على الربابة، البندقية إتكلمت، عبرنا الهزيمة، فدائي، عاش اللي قال، ويا حبيبتي يا مصر) وقبل 11 عاماً ظهر أول فيلم وثائقي عنه أنجزه "أشرف خليل" بعنوان "بليغ لحن الشجن"، وتعطّل أكثر من مرة مشروع تصوير حلقات عن "بليغ" عنوانها "مداح القمر".