النساء ضحايا والرجال غدّارون لا يُؤتمنون على عائلات ؟؟؟

في كل مرة تطرح فيها السينما موضوع الزواج وعدم إستقرار العلاقة بين طرفيْه، يكون الرجل هو المسؤول عن حالات التردّي من خلال محاولاته التي لا تكل للفوز بغنيمة نسائية خارج منزله. "نادي الرجال السري" للمخرج "خالد الحلفاوي"، يُوغل عميقاً في الإتهام عبر أحداث يغلب عليها الطابع الكوميدي، لكنها تقول كل ما تفيض به قلوب النساء من حيثيات تصب في صميم المفارقات التي تحكم يوميات الأزواج تحت سقف واحد.

أبطال الشريط على الملصق

الأزواج الذين تبدو عليهم إمارات الود والوداعة والإهتمام بكل شؤون المنزل والأولاد هم الأخطر على مستقبل العلاقات بين الزوجين، إلى حد إختراع غطاء مُموّه يُنظم حالات الخروج عن الوفاء الزوجي تحت مسميات لا تُوحي بحقيقة المخالفات المرتكبة. "نادي الرجال السري" يستقبل كل الذين تُزعجهم زوجاتهم في الأسئلة، والشكوك، وإبتكارات المراقبة لكشف حالات اللعب على الحبلين، ويُبرمج لهم لقاءات مسهّلة مع نماذج من النساء جاهزات لكل الطلبات بحيث يكون الرجال في عالم مثالي يؤمّن لهم الراحة النفسية والبديل لكل الإزعاجات التي لا يكف الرجال عن الشكوى منها في سلوك زوجاتهم، إلى حد أن النص الذي كتبه "أيمن وتار" وشارك بأحد أدواره الثانوية، يمضي في تهم الكذب والخيانة والعمل في الظُلمة ضد الأزواج، مبرّئاً الزوجات منها؟؟

الشريط الذي أخرجه "خالد الحلفاوي" حظي بالكثير من المباركات النقدية في الصحافة المحلية خصوصاً الكاتبات، على أساس أنه يتناول قضايا إجتماعية بجرأة وعمق، مع إعطاء الممثلة السورية "نسرين طافش" (في دور فريدة) بطاقة ذهبية للعبور في مصر بأدائها وجمالها معاً، مع أول دور سينمائي لها في القاهرة مع 4 أسماء لها حضورها ( كريم عبد العزيز- أدهم، غادة عادل- هاجر، ماجد الكدواني – فؤاد، بيومي فؤاد – حيرم)، جرى التعامل معهم من قبل المخرج "الحلفاوي" بأسلوب دقيق في تقاسم الحصص المشهدية، فكنا لا نشتاق لأي شخصية لأنها جميعاً حضرت بالقدر نفسه. ويُحسب لـ "نسرين" أنها بدأت مع دور محوري في فيلم جماهيري، ولم تقبل بشخصية ثانوية تتدرّج بعدها إلى أخرى أوسع مساحة وأقوى تأثيراً، وصرحت "نسرين" أن العروض التي جاءتها بعد الفيلم تؤكد أن المسيرة بدأت بنجاح الخطوة الأولى.

الإنتاج الذي تولاه الأخوان (لؤي و وائل عبد الله) ميّزته موسيقى تصويرية آسرة لـ "عمرو إسماعيل" ساعدت كثيراً في تأمين التصعيد الدرامي في العلاقة التي نواكبها بين الزوجين "أدهم" و"هاجر"، ثم بينه وبين "فريدة"، حيث تجمع مصيبة الخيانة "بنات حواء" للإقتصاص من الخائن "أدهم" عبر مطاردته إلى كل مكان يذهب إليه وهو طبيب الأسنان المحترم، ومعه صديقه "فؤاد" المتزوج من الجميلة والجذابة بقوامها المتناسق "سهيلة" (ميرنا جميل) ويملك عدة فنادق لكنه يعاني من غطرستها وكثرة إنتقاداتها له في كل مناسبة، ليتبيّن لاحقاً أن الأساس الذي بُنيت عليه العلاقات الزوجية حاد عن المفاتحة والعمل على مصلحة البيت ومن فيه خصوصاً الأولاد، ولو أن ذلك حصل لما بلغت الأمور ما بلغته من تطور سلبي كاد يخرب أكثر من بيت.