أكاديميو "لاسكالا دي ميلانو" مسك ختام "البستان"

قاعة إميل البستاني في فندق البستان إمتلأت عن آخرها بمئات متذوقي الموسيقى الكلاسيكية في اليوم الأخير من المهرجان الموسيقي العالمي الذي يقام سنوياً منذ ربع قرن، مستقطباً مواهب ونجوماً في مجالات العزف والغناء وقيادة الأوركسترا، من أطراف الكون، للإصغاء إلى مختارات من إبداعات عبقرييْ الموسيقى الإيطالية العالمية: "أنطونيو فيفالدي"، و "آستور بيازولا" الذين ينتميان إلى عصرين متباعدين.

ليلة 17 آذار/ مارس كانت مسك ختام "مهرجان البستان الموسيقي العالمي" لشتاء العام 2019، وخصصت لفرقة "accademia teatro alla scala ensemble" بقيادة عازف الكمان الأول المايسترو "فرنسيسكو منارا" الذي شكّل على الخشبة دينامو العرض الموسيقي الشيّق على مدى 75 دقيقة، مع 19 عازفة وعازفاً من شباب الفرقة العريقة، تلامذة الأكاديمية التابعة للفرقة والذين لا تزيد أعمار كل منهم عن 22 عاماً، لكنهم أدّوا ما عليهم بكثير من الإجادة والتواصل والحس النغمي الدقيق مع معزوفات بالغة الصعوبة حتى على المحترفين وفق ما قاله "منارا" في واحدة من محطات الإستراحة العابرة من الجهد الواضح في عزف 14 مقطوعة مثلت نموذجين من عصرين مختلفين، أول لـ "فيفالدي" (عاش بين عامي 1678 و 1741) و "بيازولا" (1921- 1992).

ما قدمه "فيفالدي" ما بين أواخر القرن الـ16، وأوائل الـ17، إختارت منه الفرقة ( the four seasons الكونشرتو الأول من la primavera، الكونشرتو الثاني من l estate، الكونشرتو الثالث من L autunno، الكونشرتو الرابع من l inverno )، وعندما تعاملت مع القرن الـ20 عزفت من نتاج "بيازولا" (the four seasons of Buenos aires – verano porteno – otono porteno – invierno porteno  - وكانت معزوفة الختام primavera portana). صحيح أن المايسترو "منارا" أثبت مهارة عالية في العزف الرشيق المتناغم والمنسجم مع حيثيات الكلاسيسكية في عصريْ القديم والحديث، إلاّ أن ما إستطاعه معظم الطلبة العازفين بلغ مستوى الإجادة والإبداع خصوصاً في لحظات الذروة.

الفرقة العريقة وفائقة الإحترام إيطالياً وعالمياً مرّت مؤخراً بقطوع تجاوزته سريعاً بعد وقت قصير من ذيوع خبر يقول بأن إدارة الفرقة بصدد قبض مبلغ 4 ملايين و300 ألف دولار من وزارة الثقافة السعودية مقابل حجز مكان للوزير "تركي الشبانة" في عضوية مجلسها "لاسكالا دو ميلانو"، الفرقة بادرت إلى إعلان رفضها تسلم هذه العهدة المالية، على خلفية حالات كثيرة من إنتهاك حقوق الإنسان في السعودية.