طربوش "نصري شمس الدين" على 3 رؤوس في الـ"مترو"

هو نصف المسرح الرحباني، كونه الوحيد من بين كبار جيله الذي تقاسم بطولات معظم المسرحيات الرحبانية الخالدة مع السيدة الكبيرة "فيروز". "نصري شمس الدين" تم تكريمه في سهرة عامرة على خشبة "مترو المدينة" بعنوان "الطربوش"، تولى خلالها 3 مغنين تقاسم عدد مختار من أغانيه لأدائها بثلاثة أساليب مختلفة للإحاطة بجوانب هذه الشخصية الفنية الفطرية التي يغنّي صاحبها وكأنه لا يغني.

5 عازفين على الخشبة، يديرهم بإيماءة بسيطة من رأسه "زياد الأحمدية" متسلحاً بعوده، ويتوزع أغنيات "نصري" المختارة مع زميليه "سماح بو المنى" على الأكورديون، و"زياد جعفر" على الكمان، بينما عزف على الناي "جورج الشيخ، وتولى الإيقاع "بهاء ضو"، وسجلنا تجاوباً مطلقاً مع أجواء الحفل من جمهور متميز، سرعان ما كان ينطلق بالغناء مع المقدمة الموسيقية لكل واحدة منها (كيف حالهن، شفتك مرة حد العين، سامحينا، بتذكر يا قلبي، منتزاعل ومنرضى، هدوني هدوني، منقول خلصنا تودعنا، محبوبة قلبي هالة، بويا بويا، يا مارق عالطواحين، دقينا ما ردوش، زعلت حليمة راضينا حليمة، قتالة عيون الهوى قتالة، يا تفاحة، طلوا طلوا الصيادين، نقلة نقلة، تعلى وتتعمر يا دار).

الثلاثة غنوا كأفضل ما يكون، لكن أحداً لم يستحوذ على مزاج الحضور أكثر من غيره لكننا نعطي نقطة تميز إضافية للفنان "جعفر"، فيما الإجادة سادت والسلطنة أعطت السهرة طعماً خاصاً حيث التجاوب بلغ أوجه مع الأغاني التي ميّزت "نصري" دائماً، والمصحوبة بدبكة لبنانية إيقاعية فيها من الحماسة والنخوة والإندفاع ما يحفز على التجاوب بالصوت والحركة. ولفتنا هذا التناغم بين العازفين مع حسن لعب على الأنغام كلما أتيحت لكل منهم فرصة العزف المستقل، مما جعلهم يتبارون رياضياً أمام الحضور ويحظون بتصفيق ومباركة من الحضور على تفاعلهم مع حماسة الرواد، الذين تحرك بعضهم من الجنسين ورقصوا فرحاً بما يسمعون.

"الطربوش" مادة فنية تعبق بروح الفولكلور اللبناني، وتعيدنا إلى حقب الستينات والسبعينات وصولاً إلى بعض الثمانينات أي قبل رحيل نصري، الذي سقط في ساحته عندما فاجأته نوبة قلبية وهو يغني في مربع الشرق الدمشقي.