حب رومانسي مؤثر بين خرساء وشاب صُنع في مختبر أبحاث

أتاح لنا موزعو فيلم "the shape of water" الحائز على 13 ترشيحاً للأوسكار، فرصة مشاهدته في عرض خاص ظهر يوم السبت في27 كانون الثاني 2018، وكانت فرصة ممتعة للتعرّف على عمل المخرج والسيناريست المكسيكي "غيلليرمو دل تورو" (54 عاماً) الذي إبتكر مع الكاتبة "فانيسا تايلور" حباً مؤثراً بين شابة خرساء، وشاب وسيم صنعه خبراء في أحد المختبرات السرية، إنتهى بمصير مشترك جمعهما تحت الماء بعيداً عن العالم الآدمي.

123 دقيقة مشحونة بالأحداث والتطورات بسلاسة وتدفق ورشاقة، أدخلتنا عالمين مجهولين: الصمت الذي تعيشه الشابة الخرساء "إليزا إيسبوزيتو" (سالي هاوكنز) والجسد الإصطناعي الذي يملكه شاب تم تصميمه وفق مقاييس دقيقة ومثالية، وإذا به يتخطى حدود ما صُنع من أجله، وأظهر قدرة خاصة على التفاعل العاطفي مع الجنس الآخر، لا بل هو أقدم على كامل الأفعال الآدمية مما زاد من عمق العلاقة التي إشتعلت شرارتها بينه (يؤدّي الدور دوغ جونز) وبين عاملة النظافة من أول نظرة، لتتطور تصاعدياً رغم المخاطر التي أحاطت بها وأبرزها تهريبه من المختبر إلى منزل "إليزا" بعدما صدرت أوامر عليا بتشريحه لضرورات الأبحاث التي تجري عليه، فتصرفت الحبيبة بسرعة وأبعدته عن المختبر لحمايته مُؤمنةً له كافة المتطلبات الطبية بتوجيه من الدكتور المتواطئ معها "روبرت هوفستيتلر" (مايكل ستولبرغ).

لكن هذا الطبيب الذي يجيد الروسية وقع في فخ بين المخابرات الروسية والمسؤول العسكري في المختبر "ريتشارد ستريكلاند" (مايكل شانون) وأصيب في إطلاق نار عليه من الروس، وإضطر هنا للبوح بما يعرفه عن تهريب المخلوق، وأبلغه أنه مع عاملتي التنظيف: "إليزا" و"وزيلدا" (أوكتافيا سبنسر)، وتبلغة الأولى أن "ستريكلاند" في الطريق إليها، فعاودت تهريبه وتعقبها الرجل وإستطاع إصابتهما لكنهما نجوا هو عالج نفسه آلياً، وهي أغمي عليها فحملها وهرب بها من الرصاص إلى المياه حيث حياتهما الأفضل بعيداً عن الآدميين وسبحا في الأعماق بعدما زالت الأوجاع وبدت الشابة في غمرة حياة رومانسية سعيدة وكأنه ضمّها إلى عالمه، وراحت موسيقى "ألكسندر ديسبلات" تعزز معاني الحب والحرية والإبتعاد عن الفوضى والنزاعات، والذهاب إلى شفافية مطلقة في عالم آخر.

13 من طلبة الإخراج عاونوا "دل تورو" في مهمته التي أُنجزت ما بين "تورونتو" و"أونتاريو في كندا،  وتكلفت19 مليوناً و400 ألف دولار، وجنى الفيلم حتى 22 كانون الثاني /يناير 39 مليوناً وربع المليون من الدولارات عالمياً، ولا شك في أنه سيكون على موعد مع عدد كبير من الأوسكارات في الرابع من آذار/مارس المقبل.