"فلّة" الجزائرية إعتزلت بسبب تهميشها في بلدها

لم تكن المغنية الجزائرية "فلّة" مضطرة لإعلان إعتزالها الغناء، لأنها ومنذ سنوات لم تشارك في تظاهرات ومهرجانات عربية وإقليمية، وجاء إعلانها الإنسحاب من الوسط الفني يحمل جديداً واحداً وهو إتهامها أحد المسؤولين في وزارة الثقافة الجزائرية بتهميشها في الجزائر وخارجها، وفبركة قضايا ضدها على مدى 30 عاماً.

"فلّة"

كانت "فلّة" تحنّ كثيراّ للعيش والعمل في أوروبا خصوصاً في باريس التي ولدت فيها قبل 56 عاماً، وإلتقت بالفنان "وليد توفيق" وسجّلت معه ديو، ولندن التي عاشت فيها مع أول أزواجها رجل الأعمال الجزائري (لم تكن يومها تجاوزت سن الـ 16 عاماً) ووالد إبنتها الوحيدة "سعيدة"، ورغم تعبها لكي تحظى بحضور فني جيد في القاهرة، إلاّ أن الحظ العاثر وقف حائلاً دون ذلك بعدما إتهمت عام 1996 في قضية آداب مُنعت على إثرها من دخول مصر ولم تفلح عدة محاولات لوقف المنع حتى أمس القريب، وهي أعلنت في أكثر من مناسبة أن هذه القضية ملفقة من مرجعية ثقافية جزائرية.

القضايا لم تكن قليلة في مسيرتها، فقد فوجئت بتبدل الحال الإيجابية فجأة مع مدير عام روتانا السيد "سالم الهندي – أبو فواز"، ثم تواجهت مع المغنية السورية "أصالة" ثم تصالحتا، والوضع إياه حصل مع المطربة "لطيفة" حيث عادت "فلة" وإعتذرت منها مشيرة إلى عدم نيتها أبداً الإساءة إليها. أما بيروت فخدمتها كثيراً وأطلقت في حفلاتها ولقاءاتها على الفضائيات اللبنانية أشهر أغنياتها (من ألبومات: تشكرات، أهل المغنى، يا مسافر للجفا، لما رأيتو، بدلر 14، منوّر حينا، وسهرة طرب) واللافت أن "فلّة" التي تعتز بلقب "سلطانة الطرب" في الجزائر، أشارت إلى أنها ستفكر في العودة عن قرار الإعتزال إذا ما تبدلت السلطة الإدارية في وزارة الثقافة التي إتهمتها بالعمل ضد مصلحة الفنانين الجزائريين المحترمين.

تأتي خطوة "فلّة" غير مؤثرة في المسار الغنائي الراهن، نظراً لما تعيشه الأغنية العربية عموماً من ركود وقلة إهتمام ورعاية من المرجعيات الرسمية عموماً، وهو ما يضيف إلى مناخ الكساد والإبداع أسباباً جديدة لعدم التفاؤل على الأقل في المدى المنظور.