"كوبريك" المخرج الأسطورة و50 عاماً على "أوديسا الفضاء"

تكريم خاص لعبقري السينما العالمية الإنكليزي "ستانلي كوبريك" ضمن برمجة الدورة 71 لـ "مهرجان كان السينمائي الدولي" بمناسبة مرور 50 عاماً على إطلاق النسخة الأولى من فيلم "2001: a space odyssey" عام 1968 الفيلم الأول الذي تحدث عن وصول الإنسان ونزوله على سطح القمر، بادئاً بتاريخ البشرية مذ كان الآدميون على صورة القردة وفق نظرية "داروين" عن النشوء والإرتقاء، وقاطعاً المراحل الرئيسية في التبدّل، وصولاً إلى الصورة النموذجية التي نعرفها اليوم مع تطوّر مُتخيّل لبلوغه الكواكب الأخرى عبر سفن فضائية.

 الشريط الذي يُقدّم في إحتفالية تكريمية خاصة على خشبة ثم شاشة المسرح الكبير في قصر المهرجان، مدة عرضه ساعتان و29 دقيقة، تكلّف إنجازه عام 68، 12 مليون دولار، وقد عرضته الصالات البريطانية بدءاً من 12 أيار/مايو 1968 وتدور أحداثه بين حقبة بدايات التاريخ وعصر الفضاء، لذا فنحن نتابع حقبة القرود ونزاعاتها وضحايا الخلافات فيما بينها، وتعرض الكثير منها لهجمات الأسود والفهود والحيوانات المفترسة، وعندما يتم التطرق إلى ما ينتظر الإنسان في غده يكون كلام كثير ومشاهد عديدة ومبتكرة عن الإنسان وكيفية غزوه للقمر وما يستطيعه هناك مع تفاصيل في شكل الأجهزة وطبيعة عملها بما يتناغم مع الواقع العصري الذي نعرفه جيداً في يومنا هذا. ومما يلفت الإنتباه ما قاله السينمائي العالمي "وودي آلن" عن الفيلم وأنه لم يُحبه أبداً عندما شاهده أول مرة ، لكنه دهش من مستواه في المرة الثانية وأردف "لأول مرة أرى فيلماً يسبقني في الزمن والسينما".

"كوبريك" الذي يُحتفل في 26 تموز/يوليو المقبل بعيد ميلاده التسعين، مرّ على وفاته 19 عاماً حيث صور مع النجمين الزوجيين (يومها) "توم كروز" و"نيكول كيدمان" آخر أفلامه "eyes wide shut" بعد 12 عاماً على شريطه عن فيتنام "full metal jacket"، وكم يعني تاريخه السينمائي في معادلة الأفلام الخالدة من مستوى "the shining" (80) "barry Lyndon" (75) "lolitta" (62) والتحفة التي لا تُنسى "Spartacus" (60). أما "أوديسا الفضاء" الذي أنتجته ووزعته "مترو غولدوين ماير" فقد جنى إلى عامين سابقين "190 مليوناً و700 ألف دولار"، وكان كتبه مع "آرثر لي كلارك" عن قصة قصيرة له بعنوان "the sentinel"، وإستعان بفريقين كبيرين من خيراء المؤثرات الخاصة والمشهدية يقودهما "لي بويي" و"توم هاوارد"، وفي فريق التمثيل (كير دولاءة، غاري لوكوود،ويليام سيلفستر، دانيال ريختر، وليونارد لوسيتر).

ومعاودة مشاهدة الشريط بعد 50 عاماً من تصويره يعتير إنجازاً طيباً، في وقت هي مناسبة للتعرف على نتاجه بالكامل، رغم قلته إلاّ أن كل أفلامه شكّلت مدرسة متميزة في نهجها وشكلها وعاشت كل هذه السنوات بحيث زادتها الأيام ثقلاً نوعياً وقيمة فنية مضاعفة.