عصابات تهريب البشر من المكسيك تدمر بعضها بإشراف أمن الحدود الأميركيين

بعد 3 سنوات على الجزء الأول من فيلم "sicario" الذي كان متواضع المستوى (للمخرج فينوف) أنجز الإيطالي "ستيفانو سوليما" جزءاً ثانياً بعنوان "sicario day of the soldado"، مدته ساعتان ودقيقتان، تميز كثيراً عن سابقه رغم أن السيناريست واحد وهو "تايلور شيريدان" المعروف أكثر كممثل في عدد من الأفلام، وها هو اليوم يحصد إيرادات لافتة إنسجاماً مع واقعية الأحداث عند الحدود الأميركية المكسيكية وجرأة التعبير عنها.

يرصد الفيلم تعدد العصابات المكسيكية القوية بأسلحتها وعلاقاتها وعديدها وتفرّع حضور عناصرها في كل مكان، مما يسهّل عليها تهريب كل شيء من المخدرات إلى البشر، رغم أن عمليات الثانية أكثر خطرا لأن أمن الحدود الأميركيين مستنفرون طوال الوقت لمواجهة كافة الإحتمالات المفاجئة خصوصاً عند حصول عمليات تهريب لعشرات الأشخاص الذين يستميتون في سبيل عبور منطقة الخطر، وبلوغ أي منطقة سكنية آمنة قرب الحدود. وحتى يضمن الأمنيون حصول كل شيء وفق القانون الأميركي، يضعون خططاً إستباقية تقضي بإحداث فوضى في صفوف العصابة التي تكون مسؤولة عن هذه العملية أو تلك، وفي هذا الجزء نواكب توقيع إتفاق بين قائد دوريات الحدود "مات غرافر" (جوش برولن) ورئيس إحدى أقوى العصابات "أليخاندرو" (بنيسيو دل تورو) للقضاء على خصومه بمساندة الأمن الرسمي.

المشكلة التي تقع هي في وجود بعض المخبرين الذين حذروا العصابة المنافسة من أن هناك شراً يدبّر لها في الخفاء، فتنبهت وأوقعت بـ "أليخاندرو" ومعه إبنة رئيس العصابة المنافسة "إيزابيل ريس" (إيزابيلا مونر- 17 عاماً- مشروع نجمة) وفيما أطلقوا الفتاة  أوكلوا إلى قاتل فتى مهمة قتل "أليخاندرو" فأطلق عليه رصاصة عن قرب أصابت جانباً من رأسه ولم تقتله، لذا كان طبيعياً أن ينهض الرجل، ويداوي جرحه، في وقت أوقع فريق "غرافر" قافلة مسلحين كبيرة في كمين محكم قضى على أفرادها بالكامل، مما عزز السيطرة الرسمية على لعبة التهريب الناشطة على مدار الوقت من دون القول إن الأميركيين متورطون في موجة الفساد عند الحدود، عبر تسهيل عبور الراغبين من المكسيكيين إلى أميركا مقابل مبالغ طائلة تتقاسمها العصابات مع أمن الحدود الأميركيين.

الشريط باشرت الصالات الأميركية عرضه بدءاً من 29 حزيران/يونيو الماضي، وقد صوّرت مشاهده في مكسيكو سيتي ونيو مكسيكو، ونفّذ المؤثرات الخاصة والمشهدية في الفيلم فريقان يقودهما "مايكل مايناردوس" و"ألكسندر لافورتين"، وقد شارك في لعب الأدوار(جيفري دونوفان، كاترين كينير، مانويل غارسيا رولفو، ماثيو مودين، وأليجاه رودريغيز).