مصارعة بريطانية تحتل عرش اللعبة في أميركا

تشهد فضائيات عالمية عديدة بث مباريات المصارعة الحرة الأميركية المليئة بالإستعراضات التمثيلية البعيدة عن شروط اللعبة، ومن نتاج هذه الأجواء أن فازت السينما بنجم حقيقي هو "دواين جونسون" (ذي روك) نجم الحلبات دون منازع، وقد لعب بطولة العديد من الأفلام الضخمة وحقق إيرادات مرتفعة جداً، وها هو يوظّف إسمه فقط في فيلم توزعه "مترو غولدن ماير" بعنوان "fighting with my family" للمخرج الإنكليزي "ستيفن ميرشانت" (45 عاماً).

الشريط الجديد باشرت الصالات الأميركية عرضه بدءاً من 14 شباط/فبراير، ومدته ساعة و45 دقيقة، صُوّر في سانتا كلاريتا – كاليفورنيا، كتبه المخرج "ميرشانت" راصداً عائلة إنكليزية تمتهن المصارعة الحرة أباً عن جد، فالأب "ريتشي" (نيك فروست) كما الأم "جوليا" (لينا هادي) والحال إياها مع نجليهما "زاك" (جاك لاودن) و "رايا" (الإنكليزية فلورانس باغ – 23 عاماً) كلهم تدربوا ولعبوا الكثير من المباريات وحققوا إنتصارات مشهودة، لكن الأهم أن "رايا" حازت فرصة ذهبية من مؤسسة "wwe" الأشهر في عالم تنظيم ورعاية البطولات الأميركية والعالمية، حيث خضعت مع شقيقها "زاك" لإمتحان مهارات، فربحت الرهان لوحدها وطُلب منها السفر إلى الولايات المتحدة لكي تخضع لتدريبات ميدانية تحضيراً لتوظيف طاقاتها في خدمة هذه المرجعية الرياضية، لكن الأمور لم تسر على ما يرام.

طبيعة "رايا" الخجولة مع حزنها لعدم إختيار شقيقها إنعكسا على سلوكها في تعاطيها مع زميلاتها المصارعات الأخريات، ومع المشرف عليهن مباشرة "هاتش" (فانس فوغن) الذي رفض عدة مرات طلبها إعادة النظر في صلاحية "زاك" لأن يلتحق بـ "wwe"، في وقت تصرّف "زاك" بطريقة سلبية معها محمّلاً إياها مسؤولية عدم قبوله، ونسيانها له فور إختيارها للإلتحاق بهذه المؤسسة التي يُقدّمها الفيلم على أنها إمبراطورية مترامية المساحة، وتشمل قطاعات عديدة متنوعة الإهتمامات بما يصب في خانة تقديم أفضل الطاقات الرياضية إلى الجمهور العريض، وهي وجدت قبولاً وتشجيعاً من قبل المصارع النجم "جونسون" الذي أسهم في تخطّيها عقبة الشروط التعجيزية التي دأب "هاتش" على طرحها بشكل متكرر حتى لا تشعر بأنها إطمأنت إلى كونها باتت معتمدة ولن يُقصيها أحد.

كل هذا لم يحُل دون تبلّغ "رايا" قرار المشرف "هاتش" بالإستغناء عنها لأنها لم تنسجم مع طبيعة التدريبات القاسية التي تستوجبها برمجة إعدادها لتكون مصارعة حقيقية، فعادت إلى لندن لتجد أن ذويها نسجوا من حضورها في أميركا أسطورة دمى لها، تحولت سريعاً إلى تجارة رابحة تدر عليهم إيرادات جيدة، هذه الحال جعلتها لا تقطع الصلات مع "هاتش" الذي وافق على عودتها تحت شروط قاسية وافقت عليها دون إستثناء، ومع وصولها صادقت زميلاتها وبنت معهن عملية تواصل تحولت إلى ثقة، بينما إستعادت لياقتها البدنية وبرز ذلك في قدرة تحملها التعب خلال التمارين المضنية لتتبلغ القرار الرائع: اللعب على بطولم العالم في المصارعة النسائية، حيث تواجهت مع الأميركية "جيري لين" (كيم ماتولا) وهزمتها على مرأى من جماهير العالم، خصوصاً عائلتها، ومشجعها وداعمها "دواين جونسون".