كمال الرياحي.. مطبّع؟

جدل وردود فعل متناقضة لم تخمد منذ أيام حول الروائي التونسي كمال الرياحي والتطبيع.. فما القصة؟

  • كمال الرياحي.. مطبّع؟
    كمال الرياحي.. مطبّع؟

لم تتوقف ردود الفعل المستنكرة لما أقدم عليه مدير "بيت الرواية" في تونس الروائي كمال الرياحي.

فقد نشر الأخير مقالاً نقدياً ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حول ترجمة روايته "المشرط" إلى اللغة العبرية. 

وقبل أن يحذف الرياحي المنشور عن حسابه على "فيسبوك"، كانت ردود الفعل في تونس قد بدأت تتوالى. 

  • كمال الرياحي.. مطبّع؟
    كمال الرياحي.. مطبّع؟

فقد أعلنت الشاعرة والروائية فضيلة الشابي، ابنة الشاعر الراحل أبو القاسم الشابي، رفضها الحضور في "بيت الرواية" لتقديم روايتها الجديدة.

وأصدرت بياناً قالت فيه: "ألغيت لقائي المبرمج في بيت الرواية بمدينة الثقافة بتونس وقمت بإعلام الإدارة برفضي القاطع التعامل مع مديره، وهو كاتب مطبع مع الكيان الصهيوني".

وكذلك الأمر مع "الحملة التونسية لمقاومة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني"، التي طالبت بإقالته الرياحي من إدارة "بيت الرواية" (وهو مؤسسة رسمية).

ولم تتوقف سبحة الإدانات والاستنكار هنا، حيث أصدر كل من "إتحاد الكتاب التونسيين" و"الاتحاد العام التونسي للشغل"  و"إتحاد الكتاب الفلسطينيين" بيانات استنكروا فيها تطبيع الرياحي ودعوا إلى إقالته.

بدوره، أدان مدير "بيت الشعر" أحمد شاكر بن ضية ما قام به الرياحي، داعياً إلى "عدم الخلط بين الفلسطينيين الذين يعانون الاحتلال في مناطق الـ 48 والمجبرين على حمل جنسية الكيان الغاصب، وبين الفلسطينيين المتورّطين في "تلميع صورة الاحتلال الصهيوني مثلما تقوم به المترجمة ريم غنايم". 

وطالب مناهضون للتطبيع بمساءلة وزير الثقافة بالنيابة الحبيب بن عمار في البرلمان. 

ورغم نفي الرياحي أي صلة له بالدار "الإسرائيلية" الناشرة لكتابه، مضيفاً أن الترجمة إلى العبرية ليست جريمة لكنها لا تعني التطبيع، طالما أنّه لم يتواصل مع أي طرف "إسرائيلي"، وأن علاقته تقتصر على المترجمة الفلسطينية ريم غنايم، إلا أن مناهضون للتطبيع كشفوا أن هناك مواقع "إسرائيلية" تدعو إلى ترجمة الأدب العربي إلى العبرية تحت مسمى مشروع القصة القصيرة وتتضمّن أسماء تونسية وعربية.

ووصفت غنايم حملة مناهضة التطبيع بأنها أشبه بــ "داعش"، فيما نشر الرياحي بياناً تضامنياً معه من قبل فنانين وكتاب عرب.

وجاء في البيان أن "الرياحي يتعرّض لحملة تحريضية بتهمة التطبيع مع إسرائيل"، مضيفاً 
"إننا إذ نقف مع حق الكاتب في التعبير الحر عن ضميره فإننا نستنكر الحملة المغرضة التي تتسع بالرغم من تأكيد الرياحي أنه لم يقم بالتواصل مع أي مؤسسة إسرائيلية وأن الترجمة تمت برغبة الكاتبة والمترجمة الفلسطينية ريم غنايم؛ كما نرفض أي وصاية سلطويّة على الأدب والفن، مؤكدين على حق الكاتب في الدفاع عن رأيه دون إلحاق الأذي النفسي والجسديّ به". 

 

 

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.