بحارة بريطانيون سعوا إلى زيت الحيتان للإنارة وعندما جاعوا أكلوا بعضهم

" In the Heart of the Sea" فيلم يحكي قصة بحارة سعوا للحصول على زيت الحيتان، لكن مراكبهم تتعرض لمطاردة حوت عملاق، وما تلاه من أحداث يضطرهم بسبب جوعهم إلى أكل لحوم بعضهم. الفيلم يروي أحداث حقيقية وقعت بين عامي 1820 و1850 وجرى توثيقها بفضل شاب صغير رافق البحارة في رحلتهم.

الفيديو الترويجي لـــ In the Heart of the Sea
"توماس نيكرسون" الذي جسّد دوره صغيراً "توم هولاند"، وعجوزاً "براندون غليسون" الذي روى للمؤرخ "ناثانيال فيلبريك" أدق التفاصيل في رحلة صيد الحيتان التي تسببت في ضياع أفراد الفريق مدة 90 يوماً، وكيف واجهتهم خلالها عواصف وأعداد هائلة من الحيتان في بحر المكسيك، وتعرضوا لمطاردة حوت عملاق لم يروا مثله من قبل، قلب وحطّم كل السفن والمراكب التابعة للفريق، فقتل من قتل وأغرق من أغرق وأرعب العناصر كلها، ولم يترك لهم سوى ثلاثة مراكب صغيرة حملتهم حيناً إلى يابسة، وأعادت القليلين ممن بقوا على قيد الحياة إلى الديار.

 

المهمة قادها بشكل رديء "جورج بولارد" (بنجامان والكر)، وكان القائد الفعلي والبطل في الرحلة كلها. البحار المجرّب والقديم "أوين شايس" (الأوسترالي كريس هامسوارث) الذي يمارس البطولة والإقدام والانفعال كأي قائد مسؤول له الإمرة المطلقة على رجاله. عنده حدس دقيق، يعالج أي مشكلة تعترضه في لحظات ولا يناقش في آرائه لأنه يعتبرها صائبة 100 في المئة. صدقت وجهة نظره في تغيير أكثر من مسار اعتبره القبطان بولارد غير مناسب، فإذا بالوقائع الميدانية تكشف مدى صوابية ما أعلنه ونصح به.

 

الشريط لا يأخذ راحة من الأكشن أبداً، طوال 121 دقيقة، استناداً إلى سيناريو كتبه "شارلز لافيت" متعاوناً في القصة مع: ديك جافا، وآماندا سيلفر من دون أي تصرف في الوقائع الأساسية التي أوردها كتاب فيلبرنك وعنوانه  " In the Heart of the Sea: The Tragedy of the Whaleship Essex" الذي أورد كل التفاصيل، مخففاً من غلواء مسألة التهام البحارة أجساد رفاقهم الذين لا يتحملون المصاعب ويسقطون سريعاً من الجوع والمرض، وهناك من أطلقوا النار على رؤوسهم لكي يرتاحوا، فكان رفاقهم الأصحاء أو الأكثر قوة يفتحون الجثة ويستخرجون منها ما يمكن تناوله من الأعضاء، ثم يقفلونها ويرمون بها في مياه المحيط. وبعدما وطأوا أول يابسة إثر مواجهات مع أعداد كبيرة من الحيتان أنهكت قواهم، دخلوا مغارة ووجدوا فيها هياكل عظمية لبحارة لم يفوزوا بمن يعثر عليهم ويؤمن لهم ما يأكلونه للبقاء على قيد الحياة، لذا قرر "شايس" مع بحارة قليلين الإبحار عائدين إلى ديارهم وتركوا آخرين رفضوا تحمل وزر الجوع والخوف وقتاً غير محدد، ومات معظمهم حيث هم رغم تنفيذ "شايس" وعده وأرسل سفينة لإنقاذهم.

 

ومن المشاهد المقززة والواقعية في الفيلم ما فعله البحارة بأول حوت إصطادوه ، لقد شرّحوه وقاموا بتقطيع لحمه، و أدخلوا الأصغر حجماً من بينهم إلى داخل الجسم من جهة الرأس للفوز بزيت الحوت النافع كثيراً في الإنارة، وكذلك ردّة فعل الشاب (نيكرسون نفسه) على الرائحة التي لا تحتمل في داخل جسم الحوت.

 

قلة عادوا إلى ذويهم وظل موضوع اضطرار البحارة لتناول لحم وأعضاء زملائهم سراً لم ينشر في الكتاب، لكن الخبر صحيح.

إنه دور حياة الممثل الوسيم "كريس هامسوارث"، ومعه: بن ويشاو، سيليان ميرفي، فرانك ديلان، وبول آندرسون. وقد عشنا أجواء المغامرة بكل دقائقها من خلال التصوير الرائع (أنطوني دود مونتللي) مع موسيقى تصويرية متماهية مع الأحداث لـ "روث باباس".