وزير الثقافة اللبناني يحضر عرض "الإهانة" في البندقية 74

مبادرة ذات معنى ومغزى كبيرين، قام بها وزير الثقافة اللبناني الدكتور "غطاس خوري"، عندما حضر شخصياً عرض فيلم" The Insult" (الإهانة) وله عنوان تجاري عربي "قضية رقم 23" للمخرج المتميز "زياد دويري" في مهرجان البندقية السينمائي الدولي - الدورة 74 المستمرة حتى التاسع من أيلول/ سبتمبر الجاري، دعماً للفيلم الذي يتبارى ضمن المسابقة الرسمية، مع مجموعة من الأشرطة الضخمة، وذلك قبل خمسة أيام من تصويت لجنة شكّلتها وزارة الثقافة لإختيار واحد من 4 أفلام لبنانية، لكي يمثل لبنان في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، يتصدرها شريط "دويري".

 الوزير "خوري" سافر إلى فينيسيا خصيصاً من أجل الفيلم الذي تعرضه الصالات اللبنانية بدءاً من الخميس المقبل في 14 أيلول/ سبتمبر الجاري، ودعي الصحافيون لمشاهدته مساء الثلاثاء في الخامس من الجاري بصالة "غالاكسي"، بعد أسابيع من عرضه لأعضاء لجنة وزارة الثقافة (ونحن منهم) في صالة نموذجية خاصة بالشركة الموزّعة "إيطاليا فيلم"، وتقوم المفاضلة بين هذا الفيلم، وثلاثة أخرى (المسافر، لـ هادي غندور، إسمعي لـ فيليب عرقتنجي، وnuts لـ طارق غبريال سيكياس) لكن حظوظ "قضية رقم 23" أقوى.

والمعروف أن أجواء غير جيدة سادت العلاقة بين زياد ووزارة الثقافة عام 2013 التي رضخت لجنتها الخاصة لضغط مكتب مقاطعة إسرائيل ولم تصوّت لصالح فيلم "الصدمة" بحيث يمثل لبنان في مسابقة الأوسكار، لأن هناك مشهداً صوّره "زياد" بكاميراه في "تل أبيب"، ولولا هذا العائق لكانت هناك فرصة حقيقية للشريط أن يفوز بالأوسكار فنحن من القلة التي شاهدت الفيلم في مهرجان دبي السينمائي وجرت محاولات لعرضه في بيروت من دون نتيجة، لقوته وعمقه وجرأته في التعاطي مع القضية العربية من خلال مقاربات شفافة. في وقت ما زال الجميع يتذكر لـ"زياد" شريطه المدهش "غرب بيروت"الذي قدّم من خلاله أوراق إعتماده كمخرج واعد.

الإمتحان الحقيقي للفيلم سيكون في الصالات التي أمّنت له دعاية مكثفة عبر كل وسائل الإعلام، وكأنها حملة دعم للشريط في "البندقية"، ثم في الترشيح للأوسكار، فـ الأوسكار.