"مرسيل خليفة" إستقبل ضيوفه على شاطئ عمشيت لساعتين

إفترش عدة مئات من محبي الفنان الكبير "مرسيل خليفة" شاطئ عمشيت الجميل والهادئ، لتحية العائد بعد 41 عام غربة بالجسد عن ضيعته التي غزت معالمها بصمات المدينة بوضوح من دون أن تمس روحها بأي تأثير، وشاركوه فرحة الإحتفال في نوستالجيا رقيقة، عارمة، متألقة ومؤثرة، بدأت بالأم والجد وتماهت مع الوطن حتى ختام الساعتين ويزيد من الحب المنتشر في حنايا النفس.

مرسيل خليفة يحيّي ضيوفه في مهرجان عمشيت الأول
كنا إزاء 120 عازفاً وكورالاً على الخشبة الرحبة يقودهم المايسترو فادي يعقوب، وكل الذين دخلوا إلى عمشيت الضيعة تم إرشادهم إلى الشاطئ، حيث مهرجان عمشيت الدولي الأول( 3 ليال: مرسيل، غي مانوكيان، وملحم زين) وبدت مظاهر المهرجان واضحة من بعيد، أضواء وزحمة سير، و8 آليات مدرعة لقوى الأمن الداخلي لتثبيت الإطمئنان الشعبي لكل الرواد، ثم الدخول إلى حيث نصب المسرح على أوسع مساحة، وبدت مقاعد الضيوف كما حلا للفنان خليفة مخاطبتهم في بداية الحفل، ممتلئة عن آخرها كما لاحظنا من خلال جولة على الأكشاك في باحة رحبة ملاصقة لمكان الحفل ، أن أهل عمشيت فخورون بفنانهم الذي يغني معهم ولهم ولكل الوافدين في قريته لأول مرة منذ العام 1976.

 

أهمية الحفل تتركز على مسألتين: أولى أن "مرسيل" لم يأت على ذكر ما حصل معه عندما أُبعد عن منطقته سياسياً قبل 41 عاماً، لكن كلمات بعض أغنياته قالت ذلك( أنا يوسف يا أبي إخواني لا يريدونني بينهم / حرقوا بيتي الإخوان) وكان وفياً لذاكرته وعائلته، فكانت أولى التحيات لأمه، لجده، ولبحر عمشيت الذي عرف بداية شباب "مرسيل" ورفاقه، وثانية، إحتضان الفنان المخضرم لباقة متميزة من شباب العازفين والكورال لكي يقفوا معه على الخشبة يبدعون ويتألقون ويحظون مثله بتصفيق ومباركة، لأنهم بكل بساظة دخلوا في جلباب الموسيقى الحقيقية وباتوا جزءاً من النسيج الموسيقي والغنائي الذي تحفل به ساحاتنا من وقت لآخر.

 

غنّى من أعماقه، عوده كان العصا السحرية التي أسهمت في أخذنا إلى عوالم مختلفة في كوكب آخر، ورغم كل الإبهار الذي يحظى به "مرسيل" كانت محطة دهشة على جنون عبقري مع فرخ البط العوّام رامي خليفة الذي عزف مع الأوركسترا، ثم قدّمه "مرسيل"، لكي يقدم مقطوعة من تأليفه على البيانوبعنوان" القيام إلى بيروت"، وسرعان ما إستشعرنا مناخاً خاصاً تعودناه مع "رامي" في حفلات عديدة، وباشر العزف وتصاعدت الوتيرة، وجن جنون العازف فتعامل مع أحشاء الآلة لا مع مفاتيحها فقطوإستحق زخات من التصفيق عالية الوطيس.