عيد الشباب"رامي"، "ألين"، و"بريجيت" في مهرجانات بعلبك: غناء من دون إبتكار

علّة "الليالي اللبنانية: عيد الشباب" التي إفتتحت عيدها الستين في مهرجانات بعلبك الدولية، كانت الإعداد والإخراج، يعني "جيرار أفيديسيان" مع أننا إلتقيناه عند باب الدخول وسألناه عن العمل فبادرنا بثقة مطلقة "رح تشوف سحر بالكامل شي حلو كتير"، وما شاهدناه لم يكن كذلك أبداً فكل الرسومات الضوئية على جدران معبد باخوس في ساحة القلعة كانت في واد آخر بعيد تماماً عن معنى الأغنيات الـ 35 التي شكّلت نوستالجيا غالية وحميمة لكل من عاشوا أو عرفوا العصر الذهبي للمهرجانات، أداها المغنون الثلاثة "رامي عياش"، "الين لحود"،و"بريجيت ياغي"، وكان الختام درعاً تكريمية للفنان المخضرم "روميو لحود".

لقطة من عرض الإفتتاح " رامي عياش" يتوسط زميلتيه "ألين لحود"و "بريجيت ياغي"
 تأخر الإفتتاح ساعة بالتمام والكمال، مما أفسح في المجال أمام الرواد للوصول إلى القلعة من جميع المناطق، متخطين الزحام غير الطبيعي في حركة السير، والحواجز الكثيفة للقوى الأمنية، وبعد مئة دقيقة كان الختام مسكاً مع الدرع التقديرية الذي سلّمته رئيسة المهرجان "نايلة دو فريج" إلى الفنان الكبير روميو لحود، في آخر العرض وبعدما كان معظم الحضور بلغوا الباب الخارجي للقلعة. وسمعنا الكثير من آراء الحضور وهم يغادرون حيث لسان حالهم "ما شاهدناه كان أقل من قيمة مهرجانات بعلبك".

لا نقاش حول الرغبة في فتح أبواب المهرجانات للشباب، وهذه مبادرة ندعمها ونباركها، كما أن الإستعانة على النوستالجيا الشعبية بـ 35 أغنية ندندنها في يومياتنا لإلتصاقها الحميم بذاكرتنا هو المطلوب لدغدغة الأحاسيس وتوظيفها في عملية الجذب المسرحي، لكن للأسف الفكرة جميلة لكن تفاصيلها كانت سيئة، والتنفيذ أضاع البوصلة بعدما تحوّل عيد الشباب إلى مجرد حفلة يمكن لأي ملهى ليلي أن يقدّمها، ثلاثة مغنين يتعاقبون على الغناء حيناً مع لوحة راقصة وأخرى من دونها، مع إنعدام وجود أي رابط بينها، ومما زاد الطين بلة أن اللوحات الضوئية المصاحبة كانت فضيحة كبرى فلا يمكن قبول هذا التنافر بين ما نسمعه وما نراه، هذا لا يجوز إطلاقاً لا في الحياة ولا في الأعمال الفنية.

نحن نُقر أن "رامي"(لبنان يا قطعة سما، إشتقتلك، موال غطي يا جفوني، الزينة لبست خلخالا، فوق الخيل، إنت إنت، يللا نرقص، يا حبيبي قلبي مال، يا مسهّر عيني، خليني معاك، رقصت الحلوين ،إفرح فيكي، طال السهر، الإحساس من روحي، سنين راميكي، أنا إسمي على خد الحب، وردية، بكتب إسمك يا بلادي) "ألين" (ليش لهلق سهرانين، شوفي خلف البحر، أخذوا الريح، دقي دقي يا ربابة، زقفة يا شباب،عيني يا عيني، بكرا بتشرق شمس العيد، على دلعونا، و مرحبتين) و "بريجيت" (وبقلك شي، ويلي ويلي، أهواك بلا أمل، ميجانا أكبر جريمة، يا أم الضفاير حلوي) وغنّى الثلاثة معاً "يدوم عزك"، "قالوا إنطوى سيف البطل"، "قلعة كبيري"، نقر أنهم قاموا بواجبهم بشكل جيد، وبدا "رامي" حاضناً زميلتيه بشكل راق، فيما التوزيع الموسيقي للمايسترو إيلي العليا جاء رائعاً مع قيادته النموذجية للفرقة الموسيقية وكذلك فعل "سامي خوري" مع رسم الخطوات، كل هذا ضاع في الشطط الذي برز مع الإخراج فعلى الأقل يدير حركة ووقوف أبطال العمل.