فيلم كندي صوّرته لبنانية في "مونتريال" وعرضته في بيروت

المخرجة اللبنانية الشابة "ماريان زحيل" تعيش في كندا منذ سنوات صوّرت خلالها عدداً من الأشرطة الروائية الطويلة، كان آخرها"the other side of November"( الوجه الآخر لـ تشرين الثاني) في 85 دقيقة عن الحنين إلى حقبة ما قبل الحرب على لبنان وصولاً إلى العام 2015 ، عن علاقة بين صبيتين في عمر الورود ضغطت عليهما الظروف ما بين لبنان والمنفى الطوعي في "مونتريال".

المخرجة اللبنانية ماريان زحيل بين بطلتي الفيلم
شريط هو مزيج من النوستالجيا العميقة والصادقة ، وواقع الحال المعاش في لبنان أو كندا، للبنانيين أجبرتهم الحرب التي كانت، على إستنباط وسائط عيش إستثنائية، لكي ينسجموا مع الحياة الجديدة التي فرضت عليهم خارج بلدهم، ومن خلال صديقتين حميمتين من سكان منطقة المتن الأعلى( جبل لبنان) فرّقهما السفر ثم جمعهما وكل ما واجههما في الخارج كان ميلودرامياً، يناقض واقع الحال الذي كان كلاسيكياً وفي غاية السعادة رغم الظروف المرّة التي عاشها لبنان بين عامي 75 و90 من القرن الماضي. من هنا فإن الصورة التي يطرحها الفيلم تحاول القول، إننا لو بقينا في لبنان ولم نغادره لكانت حالنا أفضل بكثير مما كانت عليه حال ومستقبل الصديقتين اللتين لم تبقيا على حالهما الأولى.

 

لا نقاش في قوة حضور الممثلة الأرمينية العالمية آرسينيه كانجيان التي تلعب الدور الرئيسي "ليا"-"ليلى"، وهو ما أجمع عليه المدعوون إلى الحفل الخاص الذي أقيم للفيلم ليل الخميس في 11 أيار/مايو الجاري في صالة متروبوليس –أمبير، وبحضور المخرجة "زحيل" التي حضرت خصيصاً من كندا(غادرت في الليلة نفسها عائدة إلى مونتريال) لتكون مع الجمهور الخاص في الصالة وهي ناقشت جوانب الفيلم مع نماذج من المشاهدين أبلغوها أن التداخل ما بين الماضي والحاضر، ما بين لبنان وكندا، في سياق العرض كان مفهوماً بوضوح، وبالتالي فإن الإيجابية في التعاطي مع متفرّعات موضوعات الشريط، تعتبر جيدة، لكن القضية الأهم تبقى ما تركته الغربة في النفوس والرؤوس من صور ومعاناة سحبت كمية من سكر الدم في الأجسام.

 

دزينة من الممثلين اللبنانيين شاركوا في تجسيد الأدوار، لكن أدوارهم ظلّت هامشية خاطفة: "ندى أبو فرحات"، "مجدي مشموشي"، "وليد العلايلي"، " بشارة عطالله"، "أندريه ناكوزي"، "بياتريس مخيبر"، "كريستين خوري"، " جيزيل بويز"، "إدوار الهاشم"، "ريموند سعد عازار"، "غريتا عون"، "وفاء طربيه. نعم لم تكن لأي منهم  مساحة كافية للحضور في أدوار فاعلة ، ربما لأن الروايات المطروحة تركز على عامل الإحتكاك بين اللبنانيين المهاجرين والكنديين، لذا وجب الإستعانة بممثلين أجانب.