"الدائرة" مؤسسة أميركية تطوّق أمم الأرض، ترعاهم وتحاسبهم

إقتراح لا يبدو بريئاً من أجهزة ومرجعيات سياسية وإستخباراتية، يتناول البشر أينما كانوا فوق سطح البسيطة، عنوانه" the circle" وهو فيلم جديد للمخرج الأميركي جيمس بونسولدت(39 عاماً)، يقضي بضمّ كل أمم الأرض إلى داخل دائرة واحدة، ومعرفة كامل المعلومات عنهم ومن ثم التصرف إزاءهم بإشراف مباشر على كامل تفاصيل حياتهم، ويتحولون إلى أدوات تُدار آلياً.

توم هانكس في نصف "الدائرة"
الشريط شاهدناه في عرض خاص صباح السبت في 22 نيسان/إبريل الجاري، وتعرضه بيروت جماهيرياً في 27 الجاري، وبرمجته الصالات الأميركية ليوم 28 منه. هو عمل خاص جداً يخدم إقتراحاً أدرجه "ديف إيغرز" في كتاب حديث صدر له، تصدّى لكتابته في نص سينمائي بالتعاون مع المخرج "بونسولدت"، وكما في ردة الفعل على من قرأوا الكتاب، يُنتظر أن تشهد الكتابات آراء مهتمة بالفكرة المطروحة في الكتاب وتقضي بحصر ما يتعلق بكل الجنس البشري في دائرة عالمية واحدة، يخضع كل إنسان أينما تواجد لرقابة مباشرة على كامل حيثيات حياته. "الدائرة" هو إسم مؤسسة ناشطة وموثوق بعملها من قطاعات واسعة، ومن طلعت بهذه الفكرة هي شابة موهوبة تدعى ماي هولاند( إيما واتسون) حيث كان لإقتراحها وقع الصدمة الإيجابية على سيد المؤسسة "آمون بايلي"( توم هانكس) الذي أيّده بقوة.

 

كل الأنظار تتركز على الإقتراح، وشرح جوانبه وحيثياته مما يجعل الإنتباه يتركز على الشابة "ماي" التي تهز أركان"الدائرة"عندما تكشف أن المطلوب بشكل أساسي فتح كل العناوين الألكترونية على كل الأعضاء، وهذا يشمل مدير "الدائرة" " "بايلي" الذي يُصدم ويُحرج ويبتسم إبتسامة صفراء مبتلعاً هذا الطعم الكبير، وتتحوّل "ماي"إلى مادة من التجاذبات لإعادة النظر في الإقتراح لأن تعرية المنتسبين إلى الدائرة وجعلهم مكشوفين بالكامل على الملأ، لا يخدم أحداً، بينما الدخول المستتر على الخصوصيات ولدائرة معينة ضمن الدائرة الأساسية الكبرى يظل أفضل وأكثر جدوى في التعاطي مع الشخصانية الآدمية الضيقة في حدود صاحبها وحساباته، ويبدو جلياً أننا أمام جس نبض لردات الفعل على مثل هذا الإبتكار الذي يريد وضع كل الناس في دائرة الضوء الواضح والمركّز.

 

" the cercle"عمل سينمائي جديد بفكرته وتوجهه، كان فيه النجم "توم هانكس" متواضعاً جداً كونه أفسح في المجال أمام الممثلة الفرنسية الشابة إيما واتسون"(27 عاماً) لكي تكون هي في الواجهة لشريط هوليوودي صوّر في باسادينا كاليفورنيا، وبمشاركة إنتاجية من إمارة أبو ظبي، وبالتالي لم نفاجأ بأن الموزع العالمي للفيلم هو الفرنسي العالمي "لوك بيسون" عبر شركته الناشطة " Europa".