"كيف كان العشا": أصناف دسمة ومدعوون قيد الطلاق

"كارلوس شاهين" ممثل ومخرج لبناني يوزّع وقته بين باريس وبيروت، يعتمد في مشاريعه المسرحية (المجزرة، وبستان الكرز) الإقتباس، وآخر ما أطلقه على الخشبة (مونو) نص الكاتب الأميركي "دونالد مارغوليس" بعنوان "كيف كان العشا" (حاز عام 2000 جائزة البوليتزر، ونقلها إلى السينما المخرج نورمان جويسون)، مع 4 ممثلين.

ملصق مسرحية "كارلوس شاهين"

نص جريء شفاف وهادف، لكنه مفتوح المشاهدة لكل الأعمار، الكاستنغ وفّق تماماً في تسمية الممثلين المناسبين للأدوار التي يلحظها النص بقوة وإندفاع وصوت عال. نحن إزاء فريقين من الأزواج.أول ويجمع كارين (سحر عساف) وغابي (جوزيف زيتوني)، والثاني للزوجين لينا (سيلينا الشامي) وتوم (آلان سعادة). الأربعة تجمعهم صداقة قوية وود خالص، ولقاءات مبرمجة ومكثفة في بيروت والجبل، وتبادل آراء حول أوضاع كلا العائلتين، ومفاتحة كاملة عاطفية إجتماعية وخاصة، لكن الأمور لا تلبث أن تنقلب إلى الضد حين تبلغ "لينا" الزوجين" كارين و"غابي"، بأنها و"طوم" بصدد الطلاق لأنه فاتحها بأنه يحب مضيفة طيران وينوي الإرتباط بها.

 

لقطة من المسرحية يظهر فيها الممثلون سحر عساف، وجوزيف زيتوني وبينهما سلينا الشامي
بكاء وأسف، وكلمات سلبية عن "طوم" الذي خان العهد. وفي المنزل تتواجه "لينا" مع زوجها الذي أخذ على خاطره كيف أن "لينا"تفاتح صديقيهما لوحدها بالأمر، ويصر عليها طالباً التفاصيل، وبعد صراخ وشتائم يهدآن فجأة بعدما دخلت العاطفة على الخط، وتعود بنا المسرحية إلى كيفية تعارف الثنائي في منزل الصديقين وكانت بداية أعقبها إرتباطهما، ثم ليكونا على رباط قوي بمن كانا السبب في إرتباطهما. خبر الرغبة في الطلاق وقع ثقيلاً على "كارين"و "غابي"ووقفا بكل بساطة إلى جانب "لينا" التي سرعان ما أعلنت أنها تتواصل مع صديق "طوم" منذ حوالى عشر سنوات، وأنهما في غاية الإنسجام.. والحب.

 

تعتمد المسرحية حوارات مباشرة، مع تسمية المفردات المتداولة بين المرأة والرجل، في مفاتحة بدأت تبدو عادية في مسرحياتنا، حيث يجهر الممثلون بمكنوناتهم: المشاعر، الأحاسيس الدقيقة، رأي في الزواج ، والحياة عموماً، وفضفضة شفافة تجعل الذين يدّعون الغرق في السعادة من الأزواج ليسوا بمأمن من الإختراق، والمواجهة والتهديد بالطلاق.وكانت هذه حال الزوجين "كارين"و"غابي"اللذين تناقشا عالياً ثم ضمّهما السرير فدفن الخلاف.