"بلومبرغ": انهيار البنوك يشكّل خطراً على النظام المالي الأميركي

موقع "بلومبرغ" الأميركي يشير إلى أنّ المدخرين في البنوك التي انهارت مؤخراً يبحثون عن بدائل من أجل الاحتفاظ بأموالهم الفائضة والحصول على سعر فائدة أفضل، ويؤكد أنّ التحول الذي أحدثه انهيار تلك البنوك يُشكّل مخاطر على النظام المالي الأميركي.

  • بيانات الاحتياطي الفيدرالي: تراجعت الودائع لدى هذه البنوك بمقدار 120 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 15 آذار/مارس
    بيانات الاحتياطي الفيدرالي: تراجعت الودائع لدى هذه البنوك بمقدار 120 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 15 آذار/مارس

تناول موقع "بلومبرغ" الأميركي تداعيات انهيار البنوك الأميركية الأخيرة، مشيراً إلى أنّ البنوك الأميركية اليوم تجد نفسها في وضع مستحيل تجاوزه، من بعد الأزمة المالية لعام 2008.

وأشار الموقع إلى أنّ انهيار البنوك الأميركية أدى إلى وضع المدخرين في حالة تأهب قصوى للحصول على بدائل أفضل وأكثر أماناً،لافتاً إلى أنّ ذلك رفع المعدلات بما يكفي للتنافس مع صناديق سوق المال، وأنّه أمر غير ناجح من شأنه أن يسحق هوامش الربح ويحتمل أن يزعج أسعار الأسهم.

وأضاف الموقع الأميركي أنّ هذا الانهيار حثّ على إعادة التفكير في الدور التقليدي للمقرضين في النظام المالي والاقتصاد الأميركي، وما إذا كان هناك الكثير منهم، مشيراً إلى أنّه أبرز أيضاً أنّ هناك أماكن أخرى يمكن للناس والشركات الاحتفاظ بأموالهم الفائضة فيها والحصول على سعر فائدة أفضل.

وتابع أنّه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أصبح ما كان رحلة بطيئة من حسابات التوفير منخفضة العائد بمثابة سباق سريع إلى بدائل ذات عائد أعلى، وأنّ البنوك الأصغر تشعُر بالألم بشكل أكثر حِدة من نظيراتها العملاقة.

وبحسب "بلومبرغ" أظهرت بيانات الاحتياطي الفيدرالي أنّ الودائع لدى هذه البنوك تراجعت بمقدار 120 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 15 آذار/مارس، بينما ارتفعت الودائع الخاصة بأكبر 25 شركة بنحو 67 مليار دولار. 

واستمرت التدفقات الخارجة من المقرضين الأميركيين على نطاق أوسع في الأسبوع التالي، مع سحب 125.7 مليار دولار.

وكشف الموقع أنّه لأكثر من عقد من الزمان، كانت البنوك قادرة على دفع معدلات منخفضة للغاية للمودعين. وعندما خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في الأزمة المالية، فتح حقبة أسعار الفائدة المنخفضة التي سمحت للبنوك بالاقتراض بثمن بخس وكسب أرباح جيدة من الإقراض.

الآن، الأمور تغيّرت، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي معيار الاقتراض بوتيرة سريعة خلال العام الماضي في محاولة لكبح التضخم، لكن البنوك كانت بطيئة في زيادة الأسعار التي تقدمها للعملاء، خوفاً مما سيعنيه ذلك على هوامشها، على حدّ تعبيره.

وفي العاشر من الشهر الجاري، أعلنت السلطات الأميركية، إغلاقها مصرف "سيليكون فالي بنك"  المقرّب من أوساط التكنولوجيا، والذي وجد نفسه فجأةً في حالة تعسّر شديد، كما عهدت بإدارة ودائعه إلى المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة "FDIC".

وتزايد القلق لدى بعض المسؤولين التنفيذيين والمستثمرين بالقطاع المالي من أن يكون لانهيار "بنك وادي السيليكون"  (إس.في.بي) تأثير الدومينو على البنوك الأخرى في الولايات المتحدة ما لم تجد الجهات التنظيمية مشترياً مطلع هذا الأسبوع لحماية الودائع غير المؤمنة.

اقرأ أيضاً: بنوك أميركية تطالب الحكومة بحماية الودائع

اخترنا لك