الصين تتخذ إجراءات صارمة ضد صناعة التكنولوجيا

يخشى القادة الصينيون عدم الاستقرار ويرون منصات الإنترنت تروّج له بطريقتين مختلفتين: فالسماح لمنصات التواصل الاجتماعي بأن تصبح قوية بشكل مستقل يهدد سيطرة الحزب الحاكم على المعلومات في أي أزمة مستقبلية.

  • جاك ما مؤسس شركة
    جاك ما مؤسس شركة "علي بابا" الصينية العملاقة.

قال موقع "أكسيوس" الأميركي إنه مع تسريع الحكومة الصينية لتحركاتها ضد صناعة التكنولوجيا الخاصة بها، تعطي الصين حالياً الأولوية لسيطرة الحزب الشيوعي على الاقتصاد المحلي على المنافسة الدولية الشرسة.

وأضاف أن كلاً من الصين والولايات المتحدة يلعب لعبة طويلة، مع التكنولوجيا كميدان للعب، والشركات هي القطع، والهيمنة على الاقتصاد العالمي باعتبارها رهانات.

وشجبت صحيفة مملوكة للدولة في الصين الألعاب عبر الإنترنت باعتبارها "أفيون للعقل" يوم الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى انخفاض أسهم تينسنت وشركات صينية أخرى، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وفي غضون ساعات، لم يعد من الممكن الوصول إلى المقالة على موقع الصحيفة الالكتروني، قبل أن تظهر مرة أخرى لاحقاً مع إزالة بعض لغتها الأكثر قسوة، بما في ذلك سطر "الأفيون".

ورأى الموقع أن هذه الخطوة تتماشى مع مجموعة من الخطوات الأخرى التي اتخذتها الصين خلال الأشهر الثمانية الماضية لكبح جماح قطاع التكنولوجيا، من قيود جديدة على شركات التدريس عبر الإنترنت إلى قيود على صفقات الاستثمار الخارجية للشركات.

وانطلقت مبادرة "تكلاش" techlash الصينية الخاصة في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، عندما منعت الحكومة الصينية الاكتتاب العام لشركة "أنت فاينانشيل" Ant Financial، التي أسسها الملياردير جاك ما، مؤسس شركة علي بابا.

وأعقبت هذه الخطوة في نيسان / أبريل الماضي موجة من إجراءات مكافحة الاحتكار، بما في ذلك غرامة قدرها 2.8 مليار دولار على شركة علي بابا.

بعد فترة وجيزة من الاكتتاب العام الأولي الذي بلغت قيمته 73 مليار دولار من قبل شركة "ديدي" الصينية العملاقة لخدمات النقل، حظر المنظمون الحكوميون تطبيقها من متاجر التطبيقات.

وتم تبرير بعض هذه التحركات على أسس تتعلق بأمن البيانات، وبرّر البعض الآخر على أساس المنافسة المتزايدة. لكن الخبراء الصينيين يقولون إن الخيط الذي يربطهم جميعاً هو تصميم الحزب الشيوعي الصيني على إظهار لعمالقة قطاع التكنولوجيا والأثرياء من هو الزعيم.

وقال "أكسيوس" إن "الاضطراب" هو كلمة رائجة لرواد الأعمال التكنولوجيين الأميركيين العازمين على تحدي الشركات الحالية، لكن بالنسبة للكثيرين في الصين - وبالتأكيد للحكومة - إنها كلمة قذرة.

ويخشى القادة الصينيون عدم الاستقرار ويرون منصات الإنترنت تروّج له بطريقتين مختلفتين: فالسماح لمنصات التواصل الاجتماعي بأن تصبح قوية بشكل مستقل يهدد سيطرة الحزب الحاكم المشددة على المعلومات في أي أزمة مستقبلية.

كما يعتقد بعض الخبراء أن الحكومة الصينية قلقة بشأن عدم المساواة في الأعمال في الولايات المتحدة الأميركية مدفوعة من قبل رواد الأعمال الأميركيين في مجال التكنولوجيا الذين يكدسون ثروة خاصة على غرار جيف بيزوس.

ويقترح مراقبون آخرون أن الأعمال والثقافة الصينية تميل نحو التصنيع والأجهزة والسلع المادية، وضد نوع السلع غير المادية التي تنتجها صناعات البرمجيات والصناعات المالية.

نقله إلى العربية: الميادين نت

اخترنا لك