باكستان تعتزم طلب قروض بمليارات الدولارات لإعادة إعمار البلاد

تعتزم باكستان طلب قروض جديدة من المقرضين الدوليين بمليارات الدولارات لإعادة بناء البلاد، بعد تضرر 33 مليون مواطن بسبب الفيضانات الكارثية.

  • باكستان تعتزم طلب قروض بمليارات الدولارات لإعادة إعمار البلاد
    ربط شريف الفيضانات التي حصلت في البلاد بتغير المناخ على مستوى العالم.

تعتزم باكستان طلب قروض جديدة من المقرضين الدوليين بمليارات الدولارات لإعادة بناء البلاد، بعد تضرر 33 مليون مواطن بسبب الفيضانات الكارثية، التي أدت إلى تضرر اقتصاد البلد الذي يعاني من ضائقة مالية أقرب إلى الإفلاس.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، اليوم الأربعاء، إنّ "إسلام أباد لا تحاول إعادة جدولة ديونها الخارجية، التي تبلغ قيمتها نحو 130 مليار دولار"، لكنها كانت بحاجة إلى "مبالغ هائلة" من أجل "المشاريع الضخمة" مثل إعادة بناء الطرق والجسور وغيرها من البنى التحتية التي تضررت أو جرفتها المياه.

وأكد شريف لصحيفة "فايننشال تايمز": "نحن لا نطلب أي نوع من الإجراءات (مثل) إعادة الجدولة أو التأجيل. نحن نطلب أموالاً إضافية".

وربط شريف الفيضانات التي حصلت في البلاد بتغير المناخ على مستوى العالم.

ولم يتطرق رئيس الوزراء الباكستاني إلى المبلغ المحدد الذي تسعى حكومته إليه، لكنه كرّر التقدير البالغ 30 مليار دولار للأضرار التي سبّبتها الفيضانات، وهي أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ البلاد الممتدّ على 75 عاماً.

وقال شريف: "هناك فجوة - وفجوة خطرة للغاية - تتسع يوماً بعد يوم بين مطالبنا وما تلقيناه".

كما ألمح رئيس الوزراء إلى أنّ "فشل المجتمع الدولي في حشد الموارد يهدّد بتأجيج عدم الاستقرار السياسي"، في البلاد.

وتعرّضت باكستان لأمطار موسمية غير مسبوقة، هذا العام، أودت بحياة 1700 شخص ودمّرت مليوني منزل وأغرقت ثلث البلاد، فيما لا يزال نحو 8 ملايين شخص يعيشون في مخيمات منتشرة بالقرب من البحيرات التي ابتلعت منازلهم وممتلكاتهم، وقضت على سبل عيشهم.

وكان البنك الدولي أفاد، منذ أسبوعين، بأنّ "الفيضانات الكارثية التي ضربت باكستان، والمرتبطة بالتغير المناخي، ستدفع من 6 إلى 9 ملايين باكستاني إلى براثن الفقر".

اقرأ أيضاً: فيضانات باكستان تتسبب بخسارة 10 مليارات دولار على الأقل

وقال تقرير للبنك الدولي إنّه من المتوقع أن "يرتفع معدّل الفقر بين 2.5 و4 نقاط مئوية كنتيجة مباشرة للفيضانات"، مشيراً إلى أنّ "فقدان الوظائف والماشية والمحاصيل والمنازل وإغلاق المدارس وانتشار الأمراض تهدّد بجعل ما بين 5.8 و9 ملايين شخص في حالة فقر".

ولفت إلى أنّه "من المرجح أن يستغرق الخروج من هذه التداعيات الاجتماعية والاقتصادية السلبية وقتاً طويلاً"، متوقّعاً أن "يناهز التضخم في البلاد 23% للعام المالي 2023".

ووفقاً لبيانات بنك التنمية الآسيوي، هناك نحو 20% من سكان باكستان البالغ عددهم 220 مليون نسمة تحت خط الفقر، إذ إنه قبل الفيضانات، كانت خزينة الدولة في حال يرثى لها مع تضاؤل احتياطات النقد الأجنبي.

وتعدّ باكستان مسؤولة عن أقل من 1% من غازات الاحتباس الحراري العالمية، لكنّها تحتل مرتبة عالية في تصنيف الدول المعرّضة للطقس الحاد النّاجم عن التغير المناخي.

وتشير الأبحاث إلى أنّ الطقس الحاد أصبح أكثر شدّة وقسوة نتيجة للانبعاثات التي يتسبّب بها الإنسان.

ودعت إسلام أباد الدول الصناعية، الأكثر ثراء، ذات البصمة الكربونية الأكبر، للمساهمة في جهود المساعدة كشكل من أشكال العدالة المناخية.

اقرأ أيضاً: باكستان: يجب إنصاف الدول النامية التي تتحمل أعباء التغيّر المناخي

اخترنا لك