المستشفيات الأميركية تعاني من الإغراق مجدداً

البيانات الجديدة أكثر دقة وتكشف مدى خطورة الوضع في بعض المناطق الساخنة التي تشهد معدلات إصابة تقترب من المستويات في مدينة نيويورك خلال أسوأ أسابيع الربيع.

  • مستشفى في منطقة بيج بيند في تكساس.
    مستشفى في منطقة بيج بيند في تكساس.

نشرت الحكومة الفيدرالية الأميركية معلومات مفصلة عن مرضى كورونا في المستشفيات لأول مرة. فقد أظهرت البيانات أن العديد من الأميركيين يعيشون في مناطق تعاني فيها المستشفيات من نقص شديد في أسرة العناية المركزة، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وبينما كان لدينا أرقام دخول المستشفى من مشروع "تعقب مصابي كورونا" Covid Tracking لبعض الوقت، فإن البيانات الجديدة أكثر دقة وتكشف مدى خطورة الوضع في بعض المناطق الساخنة. أماكن مثل أماريلو، تكساس؛ كورال جابلز، فلوريدا؛ تشهد الآن معدلات الإصابة بأمراض خطيرة تقترب من المستويات في مدينة نيويورك خلال أسوأ أسابيع الربيع.

بشكل عام، يعيش أكثر من 100 مليون أميركي - حوالى واحد من كل ثلاثة - في منطقة أفادت فيها المستشفيات أن أقل من 15 في المئة من أسرة العناية المركزة كانت لا تزال متاحة حتى الأسبوع الماضي.

إنه أسوأ بالنسبة لواحد من كل 10 أميركيين، الذين يعيشون في مناطق يتوفر فيها أقل من 5 في المئة من أسرة العناية المركزة - أو في بعض الحالات ممتلئة بالكامل بالفعل. في مدينة إل باسو، على سبيل المثال، لم يكن هناك سوى 13 سريراً متوفراً فقط من أصل 400 سرير للعناية المركزة الأسبوع الماضي. في فارجو، كان هناك ثلاثة أسرة، وفي مدينة البوكيرك، لا توجد أية أسرة.

وقالت الصحيفة إن معدل الشفاء لمرضى كورونا في المستشفى أعلى بكثير الآن مما كان عليه في وقت سابق من الوباء. ولكن عندما تكون المستشفيات ممتلئة، يقول الخبراء إن الحفاظ على معايير الرعاية الحالية للمرضى الأكثر مرضاً قد يكون صعباً أو مستحيلاً.

في نيو مكسيكو، حيث تمتلئ وحدات العناية المركزة في جميع أنحاء الولاية، من المتوقع أن تعلن الحاكمة ميشيل لوجان غريشام أنه سيتم السماح للمستشفيات بترشيد الرعاية بناء على من هم على الأرجح على قيد الحياة. يقول بعض الخبراء إن الأطباء يقومون بالفعل بتقنين الرعاية، كما يتضح من انخفاض معدل دخول مرضى كورونا إلى المستشفى خلال الأسابيع العديدة الماضية. في جميع أنحاء البلاد، بدأ المسؤولون في استعارة أسرة في مستشفيات الأطفال لرعاية البالغين.

ويمكن أن تكون المقاطعات الريفية معرضة للخطر بشكل خاص. في منطقة بيج بيند في تكساس، على سبيل المثال، ترتفع الحالات بشكل كبير وتمتلئ أسرة المستشفيات بسرعة. المنطقة فيها مستشفى واحد فقط يغطي مساحة 12000 ميل مربع، ولا يوجد متخصصون في القلب أو الرئة لعلاج الحالات الخطيرة لمرضى كوفيد-19.

وقالت بيث بلاور، مديرة مراكز التأثير المدني في جامعة جونز هوبكنز، إن الزيادة الحادة في الحالات يمكن أن تطغى بسرعة على المستشفيات الصغيرة. وأضافت: "يتطور هذا المرض بسرعة كبيرة ويمكن أن يصبح قبيحاً للغاية بسرعة كبيرة. عندما لا تكون لديك هذه القدرة، فهذا يعني أن الناس سيموتون".

ترجمة: الميادين نت

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.