الدواء ليس كأيّ مُستحضَر

فعلاً مؤسف ما نسمعه في الصيدلية، كنت أعتقد أننا وبشكل عام نَعي الكثير من المعلومات الطبية البسيطة، إلا أن الواقع يقول العكس. خلال ساعات العمل نواجه بعض المواقف والتي تجعلني أتعجّب من الغياب الواضح للتوعية الصحّية من قِبَل المؤسّسات المعنية بالشأن الصحي! ضمن اختصاصنا كصيادلة أودّ أن أسرد بعض النقاط العامة والتي تُعتبر معروفة لدى الكثيرين، إلا أننا نفتقد التطبيق السليم للثقافة الصحية في حياتنا.

لا تتناول الدواء إلى بوصفة الطبيب المختص

ما هو الدواء؟

هو مُستحضَر خاص ليس كمثله من المُستحضرات أو المواد، قد يحتوي على مادة فعّالة واحدة أو أكثر، هذه المادة ( أو المواد ) مفيدة فقط إذا تمّ وصفها من قِبَل الطبيب أو الصيدلي لحالات صحية مُحدّدة ولها أضرار وآثار جانبية خصوصاً إذا ما تم استخدامها بشكل خاطئ، وقد تودي بالحياة في بعض الأحيان إن تناولها المريض من تلقاء نفسه.

-  قُم باستشارة الطبيب عندما تشعر بوعكة صحية أو ألم أو عارض ما، كن على يقين بأن الدواء قد وصِف لك فقط من قِبَل الطبيب أو الصيدلي، فلا تقم بوصفه لغيرك حتى لو كنت تنوي مساعدة مريض يشتكي من نفس الأعراض.. فأنت لست من أهل الاختصاص.

-  اتبّع بدقّة إرشادات استعمال الدواء كما وصفها لك الطبيب أو الصيدلي.

-  أكمل علاجك الدوائي حتى انتهاء المدة المُحدّدة ولا تقم بتكرارالدواء من تلقاء نفسك، وبالأخص المُضادّات الحيويّة.

-  إسأل طبيبك أو الصيدلي عن أية أعراض صحية جديدة أو مُضاعفات جانبية للدواء.

-  إسأل الصيدلي أو الطبيب المُعالِج في حال نسيت تناول جرعة دوائية أو تناولت جرعة زائدة.

-  إحفظ الدواء في مكان جاف وبارد ( وبعيد عن الرطوبة ) فالدواء مُركّب كيميائي يتأثّر بالعوامل المحيطة به.

-  لاتحتفظ بالدواء الذي تمّ استخدامه لمدّة طويلة، تحديداً الأدوية السائلة أو قطرات العين والأنف والأذن أو حتى الدهونات ( الكريم)  فمدة الصلاحية المُرفقة على غلاف الدواء تدلّ على سلامة التركيبة للدواء المختوم الذي لم يتم استخدامه، كذلك الأمر بالنسبة للحبوب أو الكبسولات المُعلّبة داخل حنجور، أما إن كانت مُغلّفة كل جرعة على حدة، فما عليك سوى قراءة تاريخ صلاحية الدواء على المُغلّف.

-  عوّد نفسك على إجراء فحوصات طبية دورية خاصة فحوصات الضغط والسكري والأسنان، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

-  والنصيحة الأهم، أبعد الدواء عن متناول الأطفال.

قد يشعر البعض بأن هذه المعلومات بديهية! فعلاً هي كذلك، لكن الاستهانة في التعامل مع الدواء وتناوله وتبادله بين الناس وكأنه كأي نوع من الأطعمة يحتّم علينا إعادة التوجيه، فأرواح العامة أمانة ومسؤولية فأوكلوها لأهل الاختصاص.