لُقاح الإنفلونزا الموسمية

ما هو لقاح الإنفلونزا الموسمية؟ هل يحميني هذاالطعم من نزلات البرد الحادة؟ وهل تعتبر الإنفلونزا الموسمية مرضاً مخيفا يستلزم أخذ اللقاح سنوياً؟

هل تعتبر الإنفلونزا الموسمية مرضاً مخيفاً يستلزم أخذ اللقاح سنوياً ؟
في مثل هذا التوقيت من كل عام يتردّد صدى هذه الأسئلة على مسامعنا كل يوم , سواء في الصيدليات أو في العيادات الطبية.
 أحد الأشخاص قرأ الإعلان المُلصق على باب الصيدلية ( يتوفر لدينا لقاح الأنفلونزا الموسمية ),الفضول حرّض هذا الشخص ليسأل ويستفسر عن بعض المعلومات العامة والتي تهم شريحة كبيرة من الناس أيضاً, لذلك سأشارككم تساؤلات الشخص المُستفسر والإجابات لعل الفائدة تعم الجميع.

وكانت أول الأسئلة:

هل أحتاج لإعادة لقاح الأنفلونزا كل عام في هذا التوقيت ؟ ولماذا ؟

نعم : فاللّقاح الجديد يحتوي على فيروسات إما ميّتة ( بالحقنة ) أو مُضعّفة ( بالرذاذ ) وهي فيروسات يتوقع إنتشارها في موسم الشتاء المقبل . 
هذا اللقاح سيُقوي جهاز المناعة لديك, حتى وإن أُصبت بفيروس الإنفلونزا فإن الأعراض ستكون خفيفة .
ولتكون الفكرة واضحة بشكل أفضل: يجب أن تعلم بأن لفيروس الأنفلونزا القدرة على تغيير شكله (إن صحّ التعبير) عبر سلسلة من الإختلافات الجينية المستمرة ,لذلك وجب على الشركات المُصنّعة لّلقاح تطويره في كل عام تبعاً للفيروس المتوقع إنتشاره .

ماهي أنواع الفيروسات التي يحتويها اللقاح ؟ وكيف يتم إختيارها ؟

هناك ثلاث سلاسلات يُعتمد إضافتها في الّلقاح والتي تعتبر من أشهر الفيروسات المسبّبة للمرض, لن أسترسل بتفاصيل أسمائها العلمية ولكن إليك لمحة مبسطة عنها :

فيروس H1N1  والمشهور بإسم فيروس إنفلونزا الخنازير.

فيروس H3N2.

وفيروس  influenza B.
يتم إنتقاء السُلالات الجديدة إعتماداً على التوصيات الموسميّة لمنظمة الصحّة العالمية. إختيار الفيروس يعتمد على الطيور التي أصيبت حديثاً بالأنفلونزا وقد أنتجت مناعتها الأجسام المضادة للفيروسات الجديدة.

أما نحن ( البشر ) فإن إحتمال إصابتنا بالفيروس يزداد مع دخول فصل الشتاء, ورغم أنه يمكنك أخذ اللّقاح خلال فترة الشتاء كاملة إلا أنه يُنصح بالتطعيم  في شهر أيلول/ سبتمبر وشهر تشرين الأول/ أكتوبر حتى يتسنى لجهازنا المناعي الوقت الزمني المناسب "ما يقدر بأسبوعين"  لتطوير نفسه ومنع الإصابة بالفيروس .
الفترة الزمنية المتوقعة للّقاح ليحميك من الفيروس أو ليخفّف من أعراضه هي سنة تقريباً لذلك ننصح بتجديده سنوياً. 

ما هو العمر المناسب لتلقي لقاح الإنفلونزا ؟

يعتمد الأمر على نوعية اللّقاح, فإن كنا نعني اللقاح الذي يٌعطى بالأنف عن طريق الرذاذ والذي يحتوي على الفيروس المُضعّف (nasal-spray flu vaccine):

يُسمح بأخذه لمن هم بين سن السنتين إلى سن التاسعة والأربعين, وغير مسموح للحوامل بتلقي اللقاح.

أما إن كنّا نقصد اللّقاح بالحقن والذي يحتوي على الفيروس الميّت أو المُعطّل ( inactivated vaccine) فإنه يعطى للبالغين والأصحاء وللنساء الحوامل أيضاً ولكل من يعاني من أمراض صحية مزمنة , ويسمح للأطفال فوق سن الستة أشهر بأخذه أيضاً .

هل هناك حالات صحية تستلزم أخذ اللقاح سنوياً ؟

- بالمُجمل , على الجميع أن يأخذوا اللقاح, ولكن هناك حالات صحية معينة تفرض على الشخص التطعيم بشكل إلزامي وليس إختياري,  فكل من يعمل في مراكز الإستشفاء أو المراكز التي تتّسم بالإختلاط مع شريحة كبيرة من المجتمع كالصيدليات والمستشفيات ودور العجزة عليهم أخذ اللقاح . 
كما أنّ على الأشخاص الذين يعملون في المراكز التي تعتني بالأطفال دون سن الستة أشهر أخذ اللقاح للتقليل من إنتقال العدوى إليهم. ( حيث لا يسمح للأطفال الرضع تحت سن الستة أشهر بأخذ اللقاح كما أوضحنا سالفاً ) .

- المرضى الذين يعانون من  الأمراض الرئوية المزمنة, مرضى السل ,  كذلك الربو حتى إن كانت حالتهم مستقرة .

-  مرضى السكري والغدد الصماء , مرضى القلب , مرضى الكبد , مرضى الكلى, المرضى الذين يعانون الأنيميا المنجلية (( sickle cell disease عليهم جميعاً أخذ اللقاح الموسمي حرصاً على سلامتهم.

-  وأيضاً , هناك أشخاص قد يعانون من مضاعفات الإنفلونزا فيجب عليهم الوقاية منها باللقاح مثل :

· من يريدون أداء شعائر الحج والعمرة .

· النساء الحوامل.

· الأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة نتيجة مرض الإيدز ( ضعف المناعة المكتسبة ) أو مرضى السرطان , وكذلك الذين يتعاطون المحفزات steroid.

·  من يعانون البدانة. 

هل هناك حالات صحيّة معينة تمنع صاحبها من أخذ اللقاح ؟

بالتأكيد , دائماً يوجد إستثناءات, فكل من يعانون الحساسية من اللّقاح أو حساسية شديدة من البيض لا يمكنهم أخذ اللقاح إلاّ باستشارة الطّبيب.

كما أن الشخص الذي يشعر بارتفاع متوسط أو شديد في حرارة جسمه أو لديه أعراض الإنفلونزا فلا يمكنه أخذ اللقاح إلا عندما تستقر حالته الصحية. 
وأيضاً نشدد ونكرّر المعلومة ( لايمكن إعطاء اللقاح للأطفال الرّضع دون سن الستة أشهر ).

بقي لدي إستفسار أخير , هل للتطعيم بلُقاح الأنفلونزا الموسمية أثار جانبية ؟

لا يوجد دواء أو لقاح مثالي , فلابد من ظهور بعض الأعراض الجانبية إلاّ أنها بسيطة . إحمرار , ورم بسيط , وحساسية قد تستمر ليومين . 
ربما يشعر الفرد الذي تلقى اللقاح بارتفاع بالحرارة و ألم بالعضلات وهي أعراض تظهر لمن تلقى اللّقاح للمرة الأولى ومن النادر أن تتكرر .

يتفشى فيروس الإنفلونزا بين الناس بسرعة بسبب الرذاذ المنتشر عند السُعال أو العطس أو حتى خلال الكلام وأيضاً المصافحة باليد, وإن كانت النظافة الشخصية تُعد الخط الأول في الوقاية من الإنفلونزا إلا أن التطعيم باللقاح السنوي الموسمي يبقى الركيزة الأساس لتحفيز جهاز المناعة والحدّ من إنتشار المرض لجميع أفراد المجتمع .
قد يعتقد البعض أن الأنفلونزا الموسميّة مرض عابر غير خطير إلاّ أنه قد يكون سبباً لوفاة بعض الحالات , فلا يمكن التنبّؤ بشدة الفيروس المتوقع إنتشاره .
لذلك إحرص على سلامة صحّتك ونشاط بدنك لتظفر بحياة سعيدة , فمن يتمتع بصحّة جيّدة يتمتع بشباب دائم ( بوهن ) .